The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
خپرندوی
دار ابن القيم بالإسكندرية
ژانرونه
مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ صَلاَحُ الصَّالِحِ وَحُسْنُ نَظَرِهِ لِلنَّاسِ أَنْ يَكُونَ إِذَا اسْتَعْتَبَ الْمُذْنِبَ سَتُورًا لاَ يُشِيعُ وَلاَ يُذِيعُ، وَإِذَا اسْتُشِيرَ سَمْحًا بِالنَّصِيحَةِ مُجْتَهِدًا لِلرَّأْيِ، وَإِذَا اسْتَشَارَ مُطَّرِحًا لِلْحَيَاءِ مُنَفِّذًا لِلْحَزْمِ مُعْتَرِفًا لِلْحَقِّ.
الْقَسْمُ الَّذِي يُقْسَمُ لِلنَّاسِ وَيُمَتَّعُونَ بِهِ نَحْوَانِ: فَمِنْهُ حَارِسٌ، وَمِنْهُ مَحْرُوسٌ.
فَالْحَارِسُ الْعَقْلُ، وَالْمَحْرُوسُ الْمَالُ (١).
وَالْعَقْلُ - بِإِذْنِ اللهِ - هُوَ الَّذِي يُحْرِزُ الْحَظَّ، وَيُؤْنِسُ الْغُرْبَةَ، وَيَنْفِي الْفَاقَةَ، وَيُعَرِّفُ النَّكِرَةَ، وَيُثَمِّرُ الْمَكْسَبَةَ، وَيُطَيِّبُ الثَّمَرَةَ، وَيُوَجِّهُ السُّوقَةَ (٢)
_________
(١) روى الحافظ أبو نعيمٍ في كتابه "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" [(ج١/ص٧٥ - ٧٦/ رقم٢٤٣) ط/ مكتبة الإيمان بالمنصورة] وصيةَ علي بن أبي طالب ﵁ لكميل بن زياد، وفيها: «العلم خير من المال: العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل (وفي رواية: الإنفاق)، والمال تنقصه النفقة .. العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته ..». ورواها أيضًا ابن عبد ربه في "العِقد الفريد" [كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك - باب فضيلة العلم]، وإسناده فيه نظر؛ فإنَّ فيه أبا مخنف واسمه لوط بن يحيى شيعي متهم فيما يرويه. راجع تخريجي لأحاديث لـ"مقدمة ابن خلدون" حاشية ص٢٢٧ ط/ دار العقيدة بالإسكندرية. وانظر أيضًا المجلد الأول من "مِفتاح دار السعادة" للإمام ابن قيم الجوزية (قدس الله روحه ونور ضريحه)، فقد ذكر ما يزيد على أربعين وجهًا لتفضيل العلم على المال.
(٢) السُّوقَة من الناس: الرعية، وَمَنْ دون المَلِكِ ممن ليس ذا سلطان، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وربما جُمِعَ على سُوَقٍ بفتح الواو.
1 / 39