222

The Biography of the Prophet as Narrated in Authentic Hadiths

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

خپرندوی

مكتبة العبيكان

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

ژانرونه

تحب ذاك. قال: ادعيها إلي. فدعيتها. قال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم. أتحبين أن أزوجك به؟ قالت سودة: نعم. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله ﷺ -إليه، فزوجها إياه. فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي في رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله ﷺ سودة بنت زمعة) (١). ودخلت سودة بنت زمعة بيت رسول الله ﷺ، أول امرأة بعد خديجة .. وكانت مثل خديجة قد سبق لها الزواج برجل قبل رسول الله ﷺ، وربما كانت أسن منه .. أما عائشة ﵂ فقالت: (تزوجني رسول الله ﷺ متوفى خديجة قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين وأنا بنت سبع سنين) (٢). ودخل ﷺ على سودة .. لكنه لم يدخل على عائشة في مكة أبدًا .. أما سودة فالتحقت ببيته ﷺ .. تصلح من شأنه وترعاه وتزيح عنه الكدر والأذى الذي يلاحقه في شوارع مكة كظله. عروس ولكن أصبح ﷺ عروسًا يبتهج بحياته الجديدة كما تبتهج زوجته به .. لكنهما عريسان للكفاح .. للنضال .. يريدان جعل الأرض كلها أعراسًا

(١) إسناده حسن. رواه أحمد (الفتح ٢٠/ ٢٣٧). محمَّد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة ويحيى قالا: وظاهره الإرسال لكنه جاء متصلًا كما في سيرة الذهبي حيث قال يحيى بن عبد الرحمن بن خاطب: قالت: عائشة. وهو ممّن روى عنها وروى عن غيرها من الصحابة وسبب كون الإسناد حسنًا هو محمَّد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث. وقد جاء الحديث متصلًا عند الطبراني (٢٣/ ٢٤). (٢) تزوجها في مكة لكنها لم تزف إليه ﷺ إلا في المدينة، والحديث رواه البخاري ومسلم.

1 / 224