114

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

محرم ١٤٢٤هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

دخل النار " رواه البخاري١.

يستطيع ذلك، قال ﷺ: " من دعاكم فأجيبوه "٢ وقال تعالى: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ ٣. فإذا مد الفقير يده، وقال: ارزقني; أي: أعطني; فليس بشرك، كما قال تعالى: ﴿فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ وأما إن دعا المخلوق بما لا يقدر عليه إلا الله; فإن دعوته شرك مخرج عن الملة. مثال ذلك: أن تدعو إنسانا أن ينزل الغيث معتقدا أنه قادر على ذلك.
والمراد بقوله الرسول ﷺ " من مات وهو يدعو من دون الله ندا " المراد الند في العبادة، أما الند في المسألة; ففيه التفصيل السابق. ومع الأسف; ففي بعض البلاد الإسلامية من يعتقد أن فلانا المقبور الذي بقي جثة، أو أكلته الأرض؛ ينفع أو يضر، أو يأتي بالنسل لمن لا يولد لها، وهذا - والعياذ بالله - شرك أكبر مخرج من الملة، وإقرار هذا أشد من إقرار شرب الخمر، والزنا، واللواط، لأنه إقرار على كفر، وليس إقرارا على فسوق فقط.
قوله: " دخل النار ": أي: خالدا، مع أن اللفظ لا يدل عليه; لأن دخل فعل، والفعل يدل على الإطلاق.
وأيضا قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ ٤، وإذا حرمت الجنة; لزم أن يكون خالدا في النار أبدا، فيجب أن نخاف من الشرك ما

١ رواه: البخاري (كتاب التفسير، باب ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا﴾، ٣/ ١٩٦) .
٢ أخرجه: أحمد (٢/٦٨)، وأبو داود (٣/١٧)، والنسائي (٥/٢٨)، والحاكم (١/٤١٢)، والبيهقي (٤/٩٩) . وصححه الحاكم والحافظ في "تخريج الأذكار"; كما في "الفتوحات" (٥/٢٥٠) .
٣ سورة النساء آية: ٨.
٤ سورة المائدة آية: ٧٢.

1 / 121