110

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

محرم ١٤٢٤هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. فسئل عنه؟ فقال: الرياء "١.

فعل أو إقرار أو وصف والخبر: ما أضيف إليه وإلى غيره والأثر: ما أضيف إلى غير الرسول ﷺ أي: إلى الصحابي فمن بعده، إلا إذا قيد فقيل: وفي الأثر عن رسول الله ﷺ فيكون على ما قيد به.
قوله: " أخوف ما أخاف عليكم ": الخطاب للمسلمين; إذ المسلم هو الذي يخاف عليه الشرك الأصغر، وليس لجميع الناس.
قوله: " الرياء ": مشتق من الرؤية، مصدر راءى يرائي، والمصدر رياء; كقاتل يقاتل قتالا.
والرياء: أن يعبد الله ليراه الناس؛ فيمدحوه على كونه عابدا، وليس يريد أن تكون العبادة للناس; لأنه لو أراد ذلك; لكان شركا أكبر، والظاهر أن هذا على سبيل التمثيل، وإلا; فقد يكون رياء، وقد يكون سماعا، أي يقصد بعبادته أن يسمعه الناس فيثنوا عليه، فهذا داخل في الرياء; فالتعبير بالرياء من باب التعبير بالأغلب. أما إن أراد بعبادته أن يقتدي الناس به فيها; فليس هذا رياء، بل هذا من الدعوة إلى الله عزوجل، والرسول ﷺ يقول: " فعلت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي " ٢.
والرياء ينقسم باعتبار إبطاله للعبادة إلى قسمين:

١ من حديث محمود بن لبيد، رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/٤٢٨) . قال ابن حجر في "بلوغ المرام" (ص ٣٠٢): "أخرجه أحمد بإسناد حسن"، وقال المنذري في "الترغيب" (١/٦٩): "إسناده جيد"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/٢٢٢): "رجاله رجال الصحيح; غير عبد الله بن شبيب بن خالد، وهو ثقة".
٢ من حديث سهل بن سعد الساعدي، رواه البخاري (كتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، ١/٢٩٠)، ومسلم (كتاب المساجد، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، ١/٣٨٦) .

1 / 117