105

The Approach of Al-Qurtubi in Resolving Apparent Contradictions in Verses in His Book Al-Jami' Li-Ahkam Al-Qur'an

منهج القرطبي في دفع ما يتوهم تعارضه من الآيات في كتابه الجامع لإحكام القرآن

ژانرونه

أنهم لا يُؤمِنون لِيَقْطَع طَمَعَه عَنهم، ولا يَتَأذَّى بِسَبَب ذَلك، فإنَّ اليَأس إحْدَى الرَّاحَتين (^١). وفَصَّل ابنُ جُزي في الآيَة بِنَاء على الْمُرَاد بالضَّمِير الْمُنْفَصِل، فَقَال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) فِيمَن سَبَق القَدَر أنه لا يُؤمِن كَأبي جهل، فإنْ كَان (الَّذِينَ) للجِنْس فَلَفْظُها عَامّ يُرَاد به الْخُصُوص، وإنْ كَان للعَهْد فَهو إشَارَة إلى قَوْم بأعْيَانِهم (^٢). ثم ذَكَر الْخِلاف. في حين نَقَل ابنُ كثير القولين: الأوَّل الْمَرْويّ عن ابن عباس في حِرْصِه ﷺ على هِدَايَة قَومِه، والقَول الثَّاني الْمَرْوي عن أبي العَالِية في أنها في قَتادَة الأحْزَاب، ثم رَجَّح القَوْل الأوَّل بِقَولِه: والْمَعْنَى الذي ذَكرناه أوّلًا - وهو الْمَرْويّ عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة - أظْهَر، ويُفَسَّر بِبَقِية الآيات التي في مَعناها (^٣). ونقل الثعالبي قول ابن عطية السَّابِق، فقال: اخْتُلِف فيمن نَزَلَتْ هَذه الآيَة بَعْد الاتِّفَاق عَلى أنها غَير عَامَّة لِوُجُود الكُفَّار [الذين] (^٤) قد أسْلَمُوا بَعدها (^٥). ثم ذَكَر الْخِلاف. ونَقَل الشوكاني قول القرطبي في الآية، وارْتَضَاه (^٦).

(^١) التفسير الكبير، مرجع سابق (٢/ ٣٧). (^٢) التسهيل لعلوم التنْزيل)، مرجع سابق (١/ ٣٧). (^٣) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (١/ ٢٧٧). (^٤) زيادة يقتضيها السياق. (^٥) الجواهر الحسان، مرجع سابق (١/ ٣١) وهذا هو نصّ قول ابن عطية السابق، إلَّا أنَّ الثعالبي لم يُشِر إليه. (^٦) فتح القدير، الشوكاني (١/ ٣٩).

1 / 105