40

The American Project in Occupying Iraq and its Impact on Changing the Region's Map

المشروع الأمريكي في احتلال العراق وأثره في تغيير خارطة المنطقة

خپرندوی

بحث مشارك في مؤتمر في جامعة أسيوط عام ٢٠٠٥م

ژانرونه

أما فرنسا فهي تحاول جاهدة الدفاع عن وجودها كدولة كانت حتى وقت قريب وقبل تفرد أمريكا دولة مؤثرة في الموقف الدولي حالها حال بريطانيا مع الفرق بين الساسة الإنجليز والفرنسيين (١). لذلك فهي تحاول جاهدة التأثير مجددا في مجريات الأحداث الدولية ولو كان ذلك عن طريق اتخاذ مواقف في وجه أمريكا وما تخطط له تجاه أوروبا والعالم، وقد ظهر ذلك جليا في معارضتها للعدوان على العراق وهي مع ذلك لا تمتلك في الوقت الحاضر المتطلبات اللازمة ولا حتى القدرة على الاستمرار في البقاء على موقفها تجاه مخططات أمريكا، وتكتفي في معظم الحالات بمحاولاتها التمرد بين الحين والأخر بل وبث الجرأة بين دول العالم على مواجهة تفرد أمريكا في العالم إضافة إلى إبراز نفسها على الساحة الدولية مما ولد حالات احتكاك تطورت إلى جفاء بينها وبين أمريكا بلغت الذروة أثناء محاولة الأمريكيين استصدرا قرار مجلس الأمن الدولي لغزو العراق، فالإدارة الأمريكية التي تواصل العمل على تقزيم أوروبا تدأب على منع فرنسا بالذات من الارتكاز على ثقل أوروبا السياسي الذي يشكله الاتحاد الأوربي. ومنع خطر ذلك من التأثير في الموقف الدولي حيال توحدها على الصعيد السياسي وقد نجحت في تحقيق ذلك حتى الآن وستبقى فرنسا مستمرة في محاولاتها للتأثير في مجريات الأحداث الدولية كلما واتتها الفرصة المناسبة مع دوام المراقبة لمصالحها ومدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بخروجها عن الرغبة الأمريكية. وضعت فرنسا وألمانيا مشروعًا للإصلاح في الشرق الأوسط، سمتاه " ورقة من فرنسا وألمانيا"، تحت عنوان "شراكة استراتيجية لمستقبل مشترك مع الشرق الأوسط". ويركز المشروع على الجهود الأوروبية المبذولة في المنطقة، وضرورة التشاور والتنسيق والتفاهم مع بلدانها التي "عبرت عن حوار جماعي قوي في وجه أي محاولة لفرض نموذج من الخارج"، والتشديد على خصوصية كل دولة، على أن يكون التنسيق كاملًا بين بلدان المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والحلف الأطلسي، خلال الاجتماعات الثقافية أو الجماعية. ويشدد المشروع أيضًا على ضرورة التوازي بين تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي و"إنشاء حكومة سيدة ومسؤولة في العراق" من جهة، ومسيرة الشراكة المقترحة من جهة أخرى (٢). كما يقترح المشروع، الذي نقلت صحيفة "الحياة" في باريس نصه، نقتطع منه بعض العبارات:"

(١) أنظر:. عودة الاستعمار القديم، بقلم د. عماد الدين خليل -مجلة البيان العدد ١٨٩. (٢) أنظر:. النفط يشعل الحرب، بقلم خالد أبو الفتوح- البيان العدد ١٨٩.

1 / 41