The Afro-Asian Idea
فكرة الإفريقية الآسيوية
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
د خپرونکي ځای
دمشق سورية
ژانرونه
الإطار الجامعي لكي نلفت الانتباه إلى ضرورة (التوجيه) في الحياة الفكرية تاركين جانبًا المناقشة التي ستقرر إذا ما كان هذا الاتجاه يجب أن ينبع من ظروف الدولة طبقًا لاحتياجات البلاد، أي طبقًا لمنهج يفرض سيطرة التوجيه الجامعي، أو أن يصدر عن المنافع الشخصية والأذواق الفردية، أعني عن التعليم الحر المنطلق. فمهما كانت الصورة التي نضع فيها هذه المشكلة فلقد تبين لنا أن من الأهمية بمكان أن تحدد البلدان المتخلفة ثقافتها لتتدارك تأخرها، وتؤدي دورها في العالم بصورة فعالة مؤثرة.
وكل بلد يمكنه طبعًا أن يحل هذه المشكلة بطرقه الخاصة، فكل الطرق تؤدي إلى الأهداف نفسها ولكن بتوقيت مختلف، فالواجب أن نتجنب الطرق الطويلة، طرق الاعتباط والاستهواء، الطرق التي سلكتها الحضارات التي كان أمامها ما يكفيها من القرون وآلاف السنين. وبلغة التربية يجب أن نطبق الطرق التي توجه الذكاء في اتجاه الحضارة، والتي تعجل تكوينها طبقًا للتطورات اللازمة في نطاق هذه الحضارة، فإذا صيغت المشكلة في تعبيرات هذه اللغة، وجدناها تتجاوز بذلك النطاق القومى على أساس وضع (سياسة للثقافة) تبعًا لتعبير الجمعية العامة الخامسة لمؤتمر الثقافة الأوروبية المنعقد في أكتوبر ١٩٥٥م في بروكسل.
أي إن المشكلة تتطلب في هذا الاتجاه مؤتمرًا للثقافة الأفرسيوية (١)، وربما عبر البيان النهائي لمؤتمر باندونج عن هذه الضرورة تحت عنوان (التعاون الثقافي).
...
(١) ولو انعقد مؤتمر مثل هذا لكان أجدى كثيرًا من بعض المؤتمرات التي أقيمت أخيرًا تحت عنوان الأفرسيوية، وهي تتناول مادة مثل القانون. لا يمكنها اليوم أن تؤثر بأي وجه على مصير الشعوب.
1 / 154