The Afro-Asian Idea
فكرة الإفريقية الآسيوية
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
د خپرونکي ځای
دمشق سورية
ژانرونه
هذا الخلاص. فالنتائج المتوقعة للفكرة الأفرسيوية هي هذه النتائج نفسها بغض النظر عن جميع الاعتبارات الدينية أو السياسية، ويجب أن تتحمل هذه الفترة تعارضًا ظاهريًا أوليًا، كيما تحمل إلى العالم خلاصه، والشعوب الأفرسيوية تؤلف في العالم نوعًا من (البروليتاريا) بالمعنى الذي خلعه جون توينبي (A.J Toynebee) على هذه الكلمة، ولكن دون أن نذهب في هذا المعنى إلى نهايته. وإذن، فإن على هذه الشعوب أن تعرف قدر نفسها أولًا، لتحمل بعد ذلك الخلاص إلى العالم.
وربما تؤدي باندونج- وهو المكان الذي حدث فيه هذا الإدراك- إلى فهم العكس، أي إلى الشعور بأن هذه الشعوب تتجه إلى نوع من الانطواء على نفسها، لتكوين (كتلة) جديدة ثالثة، ولكن هذا يكون- برغم كل شيء- فهمًا خاطئًا إذ إننا في الخطوة الأولى من العملية يجب أن نتيح (للبروليتاريا) الأفرسيوية تحقيق وحدتها الخاصة كشرط سابق لوحدة العالم وخلاصه.
إن التعارض الأولي في الفكرة الأفرسيوية ناتج عن أننا نحكم عليها في حركتها الأولى. أي ما بين أزمة العالم وحلها الضروري حيث نجد أنفسنا أميل إلى الحكم عليها طبقًا لأحداث الأزمة أكثر من أن نحكم عليها وهي في طريق الحل، لأننا تعودنا النظر إلى الأشياء طبقًا لمقاييس القوة. ووضعنا المشكلات في مصطلحات القوة.
فإذا عبرنا عن الفكرة الأفرسيوية في هذه المصطلحات التي تعني نوعًا من الانشقاق والتجزئة، فربما يؤدي إلى الرجل المستعمَر- الذي أحاله العصر الاستعماري إلى (شيء) من الأشياء، وقصره على أن يؤدي دور التحف البشرية - ربما يؤدي دورًا تفسر فيه هذه الفكرة على أنها نوع من السيطرة في حيز القوة، تمامًا كما يحدث لأي انشقاق عنصري أو قومي.
ولكن بناء الفكرة لا يدع مجالًا لهذا التفسير، وما كان لها أن تتحول إلى فلسفة فكرة متحجرة صماء، مرتكزة على (إرادة القوة) متجسدة في (فوهرر)
1 / 134