The Adoption of Jurisprudential Schools: A Critical Theoretical Study
التمذهب – دراسة نظرية نقدية
خپرندوی
دار التدمرية الرياض
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
ويتعلّقُ به دلالةُ الحديثِ النبوي على الحكمِ، ويُسَمَّى معرفة السنة دِرَايةً.
فتُشترط معرفةُ المجتهدِ للسنةِ النبويةِ: روايةً، ودِرَايةً.
أولًا: معرفةُ السنةِ النبويةِ روايةً.
مِن المعلومِ أنَّ السنةَ النبويةَ متى ما كانت ثابتةً، فهي حجةٌ (^١)؛ ولذا فإنَّ المجتهدَ يحتاجُ إلى التمييزِ بين السننِ والأحاديثِ صحةً وضعفًا (^٢).
وحتى يُحقق المجتهدُ هذه الوظيفةَ، لا بُدَّ له مِنْ معرفةِ أحوالِ الرواةِ، فيعرف الرواةَ الذين تُقبل روايتهمٍ، والرواةَ الذين تُرَدُّ روايتهم؛ ليتمكنَ مِن الحكمِ على الحديثِ صحةً وضعفًا (^٣).
ولا يُشترطُ أنْ يكونَ حافظًا لأحوالِ الرواةِ عنْ ظهرِ قلبٍ، بل المعتبرُ أنْ يتمكنَ مِنْ معرفةِ حالِ الراوي بالنظرِ في كتبِ الرجالِ، متى احتاجَ إلى تحقيقِ الحكمِ على أيِّ حديثٍ (^٤).
ولا يُشترطُ أيضًا: أنْ يبلغَ في معرفةِ الأسانيدِ، وأحوالِ الرجالِ درجةَ أئمة الحديث، كابنِ معينٍ (^٥) وسفيانَ الثوري (^٦) والبخاري ومسلمٍ وغيرِهم،
(^١) انظر: المستصفى (٢/ ٣٨٧).
(^٢) انظر: البرهان (٢/ ٨٧٠)، والمستصفى (٢/ ٣٨٧).
(^٣) انظر: إرشاد الفحول (٢/ ١٠٣٠).
(^٤) انظر: المصدر السابق.
(^٥) هو: يحيى بن معين بن عون بن زياد، وقيل: ابن معين بن غياث، أبو زكريا البغدادي، ولد سنة ١٥٨ هـ كان إمامًا ربانيًا عالمًا حافظًا ثبتًا متقنًا جهبذًا، شيخ المحدثين، قال الإمام أحمد: "كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين، فليس بحديث"، وقال علي بن المديني: "انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين"، كانت وفاته سنة ٢٣٣ هـ ودفن بالبقيع. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (١٦/ ٢٦٣)، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (٢/ ٥٣٠)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٦/ ١٣٩)، وتهذيب الكمال للمزى (٣١/ ٥٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١١/ ٧١)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٤/ ٣٨٩)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (٣/ ١٠٣)، والمنهج الأحمد للعليمي (١/ ١٧٧)، وشذرات الذهب لابن العماد (٣/ ١٥٥).
(^٦) هو: سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ولد بالكوفة سنة ٩٥ هـ =
1 / 183