د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
فهذه إذن قصة قبيلة هاجرت من الجنوب إلى الشمال فلم تستقم أمورها فعادت إلى مواطنها وتبددت بأسباب اقتصادية، ولكن المهم أنها لم تكن صالحة لاستعمار الحجاز. ثم إن جرهما وقطورا خرجوا سيارة من اليمن وأجدبت بلادهم عليهم فساروا بذراريهم ونعمهم وأموالهم وقالوا: «نطلب مكانا فيه مرعى تسمن فيه ماشيتنا وإن أعجبنا أقمنا فيه؛ فإن كل بلاد ينزلها أحد ومعه ذريته وماله فهي وطنه، وإلا رجعنا إلى بلدنا.» فلما قدموا مكة وجدوا فيها ماء طيبا، وعضاها ملتفة من سلم وسمر، ونباتا يسمن ماشيتهم، وسعة من البلاد، ودفئا من البرد في الشتاء. يعني أن كل مكان ينبت العز طيب وإن لم يكن وطنا.
فقالوا: «إن هذا الموضع يجمع لنا ما نريد.» فأقاموا مع العماليق، وكان لا يخرج من اليمن قوم إلا ولهم ملك يقيم أمرهم، وكان ذلك سنة فيهم ولو كانوا نفرا يسيرا. فكان مضاض بن عمرو ملك جرهم والمطاع فيهم، وكان السميدع ملك قطورا. والمقصود بالملك في لغتهم زعيم القبيلة ورئيسها.
فنزل مضاض بن عمرو أعلى مكة، وكان يعشر من دخلها من أعلاها، وكان حوزهم وجه الكعبة والركن الأسود والمقام وموضع زمزم وقعيقعان.
2
ونزل السميدع أسفل مكة وأجيادين والتثنية إلى الرمضة، فبنيا البيوت واتسعا في المنازل وكثروا على العماليق، فنازلتهم العماليق فمنعتهم جرهم وأخرجوهم من الحرم كله؛ فكانوا في أطرافه لا يدخلونه فقال لهم صاحبهم عموق: «ألم أقل لكم لا تستخفوا حرمة الحرم فغلبتموني؟!»
فجعل مضاض والسميدع يقطعان المنازل لمن ورد عليهما من قومهما، وكثروا وربلوا وأعجبتهم البلاد، وكانوا قوما عربا وكان اللسان عربيا، فكان إبراهيم يزور إسماعيل فلما سمع لسانهم أمر إسماعيل أن ينكح فيهم، فخطب إلى مضاض بن عمرو ابنته رعلة، فولدت له عشرة ذكور وهي أم البيت، وهي التي أحسنت لقاء إبراهيم.
وتوفي إسماعيل فقام مضاض بأمر ولد إسماعيل وكفلهم لأنهم بنو ابنته، ولم يزل أمر جرهم يعظم بمكة ويستفحل حتى ولوا البيت كله فكانوا ولاته وحجابه وولاة الأحكام بمكة، فجاء سيل فدخل البيت فانهدم، فأعادته جرهم على بناء إبراهيم.
وكان مهندسهم في بناء البيت أبو الجدرة فسمي عمر الجادر.
ثم إن جرهما استخفوا بأمر البيت والحرم وارتكبوا أمورا عظاما وأحدثوا فيه أحداثا لم تكن؛ فقام مضاض بن عمرو بن الحارث فيهم خطيبا وخطب خطبة عموق، وضرب لهم مثلا بالعماليق، فاعترض عليه قائل منهم اسمه مجدع وقال: «من ذا الذي يخرجنا منه؟! ألسنا أعز العرب وأكثرهم رجالا وسلاحا ؟!»
فقال مضاض بن عمرو: «إذا جاء الأمر بطل ما تقولون.» فلم يمتنعوا عن شيء مما كانوا يصنعون، وتواعد خمسة نفر من جرهم أن يسرقوا ما في كنز الكعبة، وهو الحلي والمتاع الذي كان يهدى إلى بيت الله؛ فحرسه الله بمعجزة ذكروها.
ناپیژندل شوی مخ