د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
نقول «ما سبق نشره»، ولا نقولها عبثا إنما نقصد إلى كل ما تحمله تلك الكلمة من المعاني، وما تحمله من المدلولات؛ فقد كان للكاتب أثر السبق في إعداد أطروحة الدكتوراه في الحقوق، وموضوعها «دستور المدينة»، وهو بحث من أخص بحوث الترجمة النبوية من ناحية التشريع السماوي، والتقنين الأرضي، وإن يكن كتاب العرب قد مروا به مغمضين لحداثة عهدهم بالبحوث القانونية
4
والاجتماعية حتى ليدهش الناقد الحديث من سلامة نياتهم لدى إسراعهم في التنقل من فترة إلى فترة، في حين أن كل فترة حبلى بالمواقف الكبرى التي هزت العالم هزا، وطالما أفاضوا وأسهبوا حتى أملوا في تفصيل خرافة أو سرد أسطورة أو فكرة مدسوسة، وأوجزوا واختصروا وقصروا حتى أخلوا في ذكر أمر ذي بال، فكأنهم فقدوا - وا أسفاه - تصور التناسب الذي لا بد أن يشمل الأعمال الأدبية والفنية لتظهر بمظهرها اللائق بحذق الكاتب أو مهارة الصانع وقوة المفتن؛ فليس الإبداع في الأدب والفن سوى مراعاة وتناسب، والكتاب كالصورة والتمثال واللحن لا يستحق التقدير الذي يورثه الخلود إلا إذا تناسبت أجزاؤه كالجسم الإنساني لا يحسب على الجمال إلا باستكمال هذه الصفة ما يقرب منها. ولكن لهؤلاء الكتاب والمؤرخين من السابقين والقدامى أو اللاحقين المتساهلين عذرهم؛ فإن القراءة وسعة الاطلاع، وتكديس المواد شيء، والفحص والغربلة والاختيار والتمييز والتكوين على النسق الأكمل شيء آخر، ولكن بعض كتاب الإفرنج لم يقعوا فيما وقع فيه كتاب العرب؛ لاختلاف الزمان والمكان، وتمتعهم بالحرية في الكتابة، وامتلاكهم ناصية طريقة الدرس والبحث أو الميتودة
Mêthode
5
الشهيرة عند الألمان، والمنقولة عنهم إلى بقية الأمم الناطقة بالثاء كالإنكليز، والراء كالفرنسيين، والخاء كالتيوتون، وأخيرا الناطقين بالضاد.
لعل بعض الكتب الطيبة في حياة محمد
صلى الله عليه وسلم
التي نشرت في هذا العقد لم تكن فكرتها قد ولدت في أذهان أربابها عندما كان «بوله» عالم الدانمارك قد سلخ عشر سنين أو أكثر في دراسته، ولعل بعضها كان وليد حالة نفسية طارئة، ولكنها محمودة الأثر، ولعل بعضها كان ثمرة إيحاءة من كتاب شرقي أو غربي ظهر حديثا؛ وإنه - لعمرك - من بضاعتنا التي ردت إلينا، ولكن صنعة الاختصار والتبويب وحسن التقديم وبراعة السبك قد نفت عنه الزغل. ولعل رغبة المنافسة والتسامي قد أوعزتا إلى غير هذا وذاك؛ فلنشكر لهذا وذاك، ولنفرح بهما ونغتبط بكتبهما؛ لأن المورد العذب كثير الزحام، وأي مورد أعذب من مورد ابن مكة، وضيف المدينة، ثم فاتح الأولى، وسيد الثانية، بل سيد العالم كله، ولا نقول سيد الأكوان؛ لأن هذا ليس المقام الذي يقال فيه هذا القول.
وقد كان موقفنا كلما بدا نور أحد الكتب الإسلامية موقف المستبشر بنور الهلال قبيل التمام، حين أن كتاب الإفرنج لم يقف لهم دولاب؛ فقد أخرج في صيف هذا العام (1939) المستشرق العلامة الأستاذ كارل بروكلمان في مطابع مونشن بألمانيا كتابا ضخما عنوانه «تاريخ الشعوب الإسلامية ودولها» في أجزاء عدة:
ناپیژندل شوی مخ