د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
وهذه قليل من كثير من أصنام العرب التي حطمها الإسلام (راجع كتاب الساق لأحمد فارس الشدياق طبع باريس 1875، وأديان العرب في الجاهلية للأستاذ محمد نعمان الجارم طبع مصر 1923).
يستبين القارئ الفطن من هذه النبذة أن أصل عبادة الأوثان في مكة تعظيم حجارة الحرم وصبابة آخر بني إسماعيل بآثار وطنهم بعد أن خرجوا منه مرغمين؛ فانتهى الأمر بهم إلى عبادتها. ثم جاء عمرو بن لحي فجلب صنما فخما مصوغا من العقيق والذهب فنصبه في الكعبة، وهكذا تنزلق أقدام القبائل والجماعات في مهاوي الرذيلة حتى تتردى. وهذا الأمر مشاهد في كثير من الأمم القديمة والحديثة لا في المعتقدات والأديان وحدها، بل في الاجتماع والأخلاق والسياسة والفنون والآداب. والاندفاع وراء الأوهام والأباطيل سهل وميسر؛ لأن الشعوب أقرب إلى تلبية نداء المخادعين والكاذبين والمنافقين منهم إلى سماع كلمة العقلاء والمصلحين، إلا من عصم ربك من أهل الفطنة والفطرة السليمة؛ فقد اجتمع المهاجرون والأنصار عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر: «وعيشك يا رسول الله ما سجدت لصنم قط.» فغضب عمر بن الخطاب وقال: تقول وعيشك يا رسول الله ما سجدت لصنم قط، وقد كنت في الجاهلية كذا وكذا سنة؟! فقال أبو بكر: ذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة (يعني أباه) بيدي فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام فقال لي: «هذه آلهتك الشم العوالي، فاسجد لها.» وخلاني وذهب فلم أفعل (أنباء نجباء الأبناء، ص42) وهذه قصة موضوعة لجعل أبي بكر في مقام إبراهيم.
أما عمر بن الخطاب فقد استلم الحجر الأسود مكرها غاضبا، ولو لم يستلمه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في الطواف ما رضي أن يفعل؛ ظنا منه أن في استلامه رجوعا إلى الوثنية وتقديس الحجارة. ولم يكن الحجر الأسود مقدسا، وحديث الحجر الأسود أنه نيزك هوى وبقي ملقى على أكمة لا ينظر إليه أحد حتى اضطلع الوالد والولد ببناء البيت وارتفع البناء وطال الجدار وقصرت يدا إبراهيم عن أن تناله فقال: «يا بني، اطلب لي حجرا أضعه تحت قدمي لعلي أستطيع إتمام ما بدأت وأشرف على ما بنيت.» فذهب إسماعيل يجد في البحث، حتى عثر على الحجر الأسود فنقله إلى أبيه ووضعه تحت قدميه، فقام عليه وصار يبني وإسماعيل يناوله الحجارة والمونة والأدوات، حتى تم بناء البيت فجعل الحجر في أحد أركانه لقوته ومتانته، وتذكيرا بما أدى من المعونة في رفع البناء؛ فلا قدسية للحجر إلا قدسية الذكرى، ثم وضعته قريش في ركن البناء عندما اختلف رؤساء القبائل، فأقبل محمد فاختاروه حكما وهو في ريعان شبابه لأمانته، وإذن لم يكن الحجر الأسود معبودا ولا وثنا، ولا يفيد استلامه شيئا من ذلك، وليس استلامه من مناسك الحج وإن كان سنة، فإن مناسك الحج قد أراها الله إبراهيم وولده وقد سألاه:
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (سورة البقرة).
فلما تم بناء البيت الذي جعله الله مثابة للناس مرتين إلى هدى وجعله الشيطان إلى ضلال دعا إبراهيم بقوله:
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (آية 36 سورة إبراهيم).
ناپیژندل شوی مخ