د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
وأن رعاياهم ليسوا من الجاهلية في شيء، فمن الظلم أن يعاملوا بأحكامها. وكما أنك تتصدق مدفوعا بغريزة الخوف من الفقر وأمل الوقوع على من يحسن إليك في حاجتك أو يمرضك في علتك أو يؤنسك في وحشتك، لا تعمل إحدى تلك المكارم لوجه الله بمحض الرغبة في صنع الخير. فهذه نفسها كانت الدوافع التي جعلت بعض أفراد العرب يعملون على إنقاذ الجناة أو يشتركون في الدية، رعيا منهم أن ستكون بهم حاجة إلى مثل هذه المعونة يوما ما؛ فهم يصطنعون المعروف ليوم شدة ليلقوا جزاءه يوما ما، كتهانئ الأفراح وتعزيات الموتى، هذه بتلك والبادئ أكرم! فهي لا تدل على ارتباط أو تماسك اجتماعي (انظر كتاب الدكتور بشر بن فارس، مباحث عربية، ص83). لم تكن الدماء مهدورة لديهم بوجه واحد وهو أخذ الثأر الإيجابي، بل كان هناك ثأر سلبي؛ وهو أن تقتل قاتل قريبك أو من يمت إليه بصلة ما، وتفعل ذلك مضطرا وإلا لحقك عار (انظر قصيدة تأبط شرا اللامية في ص245، ديوان الحماسة) والأشعار في الحث على الثأر لا تحصى، قال دريد بن الصمة (ص245، ديوان الحماسة لأبي تمام):
فإما ترينا لا تزال دماؤنا
لدى واتر يسعى بها آخر الدهر
فإنا للحم السيف غير نكيرة
ونلحمه حينا وليس بذي نكر
يغار علينا واترين فيشتفى
بنا أن أصبنا أو نغير على وتر
قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا
فما ينقضي إلا ونحن على شطر
وكانوا يحرضون على القتل بالثأر وترك قبول الدية، وما زالت هذه الخلة الذميمة في بعض أعراب مصر يأبون أن يرفعوا أمرهم إلى الحاكم؛ بل يضللونه إذا أوشك أن يهتدي إلى المعتدي بمحض اجتهاده، وهم يعرفون أبناءهم ليقتصوا بأيديهم! (قضايا الأشراف والحميدات بمشارف قنا بصعيد مصر وغيرها من بقايا الفصائل البدوية.)
ناپیژندل شوی مخ