د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
منهم تمت لهم الفضيلة وكملت به السيادة» (أبو سليمان الخطابي البستي)، ورأي أبي سليمان يفيد أنهم كانوا خيرا من غيرهم لاجتماعهم واتصالهم واختيارهم، لا لفضلهم أو زكاتهم؛ فقد راعى الله المنفعة في بعثة الرسول فيهم وأبقى الفضيلة إلى الرسالة، وهذا كله يدل على انتشار مذهب التفرد في الجماعة العربية الجاهلية قبل الإسلام؛ ولذا امتن الله عليهم بنعمة الاجتماع فقال:
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا (سورة آل عمران).
1
وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم (سورة الأنفال).
وقال سبحانه:
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات (سورة آل عمران).
وفي العرب نشأت نماذج من البشر لا تكون إلا ثمرة التفرد والوحدة يسمونها شياطين العرب، كتأبط شرا وسليك. ومن طريف الحديث المناسب لهذا الوصف قول الرسول
صلى الله عليه وسلم : «فإن الشيطان مع الفذ.» ومن هذه النماذج ما سماه المستشرقون «الصعلوك المتفوق»؛ وهو أشبه الأشخاص بأبطال القصص الخيالي التي تمخضت عنها حياة أوروبا في القرون الوسطى كالحراس الثلاثة؛ فهو بطل الشر صاحب المغامرات والمطوحات، ومن صفاته الإقدام والصبر على الشدائد والالتذاذ بالمخاطر. وهو غير البدوي الميال للانزواء، كذلك المدمن الهادئ الطروب الذي روينا خبره. كل هذا والعربي لم يستل من بيئته ولم يسلخ من محيطه، وإن هذا العربي الذي كان مرغما على الانتساب إلى فخذ وبطن وعشيرة وقبيلة لم يكن في كل الشئون معتزا بوحدته، ولكن هذه الحاجة إلى الرفيق أو العشير كانت معدومة حتى حث عليها النبي بحديثه الشريف: «من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة.» وهذا التفرد نفسه هو الذي دعا الدارمي إلى أن يحث على التواصي بالإخاء في قوله:
أخاك أخاك إن من لا أخا له
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ناپیژندل شوی مخ