الرجال يقتتلون لأجل الثراء آسر النساء، والنساء يتنافسن في فنون الجمال فاتن الرجال.
هكذا نشأت الحروب بفعل فاعلين: المال والجمال. ومصدر الفاعلين واحد، وهو الشهوة.
عنان الشهوة في يدي.
فصاح بعلزبول: مرحى، مرحى يا ذات الدهاء ملهمة النساء!
عند ذاك دوى المكان بالهتاف: فلتحي فارسة الشهوات القابضة على عنان اللذات.
ثم ارتفع صوت من الجمع قائلا: الشهوة عاصفة ريح فكيف لربة الدهاء أن تقبض على الريح؟
فسرحت فينوموس بصرها في الجموع باسمة بسمة مكر ودهاء، ثم قالت: من أغوى أم البشر أن تقطف ثمرة من شجرة الخير والشر؟ ومن زين لها اللذة المودعة في تلك الثمرة؟ ومن أغوى أبا البشر أن يحمل رفيقته على عاتقه لكي تصل إلى الثمرة وتقتطفها؟ ومن زين له الفتنة المودعة في تلك الرفيقة؟ إن القوة والفتنة قد تعاونتا على اقتطاف اللذة، ذاقتها حواء ثم أذاقت آدم، فاستطاباها ثم تناهباها. من ذلك الحين أصبحت تلك الثمرة المشتهاة التي لا تجنى إلا بالقوة والفتنة معا، متنازع البشر، تلك الشهوة المزدوجة الفعل مالا وجمالا، أثارت سلسلة الحروب التي لا تنتهي، هكذا أثرت الحروب منذ مقتل قايين إلى مقتل الجندي المجهول.
وانبرى جستوس الفيلسوف وزير القضاء وقال: عفوا يا ذات السناء والذكاء، أما كان في طوقك أن تغري زميلتك أم البشر بثمرة غير التفاحة؟
فبدر القول على لسان فينوموس: وما عيب التفاحة؟ - بالتفاحة دخل الخير مع الشر إلى الإنسانية، أفما وجدت ثمرة ذات شر بلا خير كالجوز المقيء
Nux Vomica
ناپیژندل شوی مخ