فقال رجب: جزائي السجن بلا ريب! - والفضيحة المزرية للجميع بما فيهم أنت!
فقال مصطفى: ولن يبعث الرجل بعد ذلك حيا، ولن يفيد من تضحياتنا.
وعاد علي السيد يقول: إني أعرفك خيرا من الآخرين؛ فتاة مثالية بكل معنى الكلمة، ولكن لا بد من شيء من المرونة لكي نواجه أعباء الحياة. ليس الحادث المؤسف بقضية وطن ولا مبدأ، المسألة بكل بساطة: مجهول قتل خطأ، وهناك مسئولية لا أنكر، حماقة مألوفة ويا للأسف، ولكن هل نهون عليك جميعا؟ هل تريدين حقا التضحية بسعادتنا وكرامتنا، بل دعيني أقول بسعادتك وكرامتك أنت أيضا، في سبيل لا شيء؟
تمتمت وهي تتنهد: لن أصلح بعد ذلك لشيء! - وهم لا أساس له ، آلاف يقتلون كل يوم بلا سبب، والدنيا بعد ذلك بخير، وستجدين دائما فرصة للعمل؛ فلن يقعد بك تسامحك الواجب نحونا عن نشاطك الصحفي الذكي، ولا عن همتك المعروفة في الوحدة الأساسية، ولا ولا ولا، بل لعله سيدفعك إلى مضاعفة الجهد. - كما يدفع أحيانا الشعور بالإثم؟ - إنه ليس بإثمك على أي حال، وهو خليق بأن يحملنا على إعادة التفكير في كل شيء، أما رجب فقد تطور بالفعل، بفضلك، على الأقل فيما يتعلق بنظرته نحو المرأة، فكري بذلك كله بقلب سمح.
فقالت في قهر شديد: إني صائرة إلى موت محقق!
فقال خالد عزوز: كلنا صائرون إلى الموت. - إنما أعني موتا أفظع. - ليس ثمة ما هو أفظع من الموت. - ثمة موت يدركك وأنت حي. - لا لا، لا يجوز أن يضحي بنا بدافع من تركيب لفظي!
وإذا برجب يصيح بانفعال غاضب شديد: ألا يهمك أن تنشر الصحف أنك كنت بصحبة رجال سيئي السمعة في النصف الأخير من الليل وهم يعبثون ويقتلون؟!
وهاجتها حدته فهتفت بحدة: لا يهمني!
فتمادى في الغضب صائحا: إنك تمثلين دور الشجاعة مطمئنة إلى معارضتنا الإجماعية. - كذب! - إذن هلمي إلى النقطة ...
فصاح مصطفى راشد حانقا: إن ما نبنيه في دهر تهدمه أنت بحماقتك في ثانية واحدة!
ناپیژندل شوی مخ