فقال أحمد نصر: الحق أني لا أفهم شيئا. - هذا هو المتوقع منك دائما أيها القرن التاسع عشر، ولكن الجميع يفهمونني بلا صعوبة على الإطلاق.
فقال خالد عزوز: لعلها رغم مقالاتها الأسبوعية برجوازية قحة. - ليست من البرجوازية في شيء مما تعنيه.
وقال مصطفى راشد: قدم لنا عنها فذلكة مفيدة. - حسن، هي في الخامسة والعشرين. ليسانس لغة إنجليزية، وقد حصلت عليه وهي دون العشرين بقليل. صحفية ممتازة أكبر بكثير من سنها، وذات آمال أدبية ترجو أن تتحقق ذات يوم، ممن يأخذن الحياة مأخذ الجد، وإن تكن لطيفة المعشر. ومعروف أنها رفضت زواجا برجوازيا فاخرا رغم مرتبها الصغير. - لماذا؟ - الرجل دون الأربعين. مدير مؤسسة. صاحب عمارة كخالد عزوز، فضلا عن أنه قريب لها من ناحية الأب، ولكنها لم تكن تحبه فيما أعتقد.
فقال خالد: إذا صح الحكم عليها من قلمها فهي فتاة متطرفة. - قل إنها تقدمية، ولكنها صادقة مخلصة. - هل اعتقلت مرة؟ - كلا، إنها زميلتي منذ عينت في مجلة كل شيء. - لعلها اعتقلت وهي طالبة؟ - لا أظن، وإلا كنت عرفته في أثناء أحاديثنا الطويلة. على أي حال لا أقطع في ذلك برأي.
فتساءلت سناء: ماذا يضطركم إلى استضافة امرأة خطرة لا يمكن أن تعدنا بأي تسلية؟
فقالت ليلى زيدان: يجب أن تأتي؛ نحن في حاجة إلى دم من نوع جديد.
فقال علي السيد: اتفقوا على رأي، إنها الآن في النادي، فإذا شئتم دعوتها بالتليفون.
فسأله أنيس: هل أخبرتها بأن الذي يجمعنا ها هنا هو الموت؟
لم يجبه، ولكنه اقترح أخذ الأصوات، وضحك أنيس لذكريات محنطة، واقترح أن يدعى عم عبده للإدلاء بصوته، وطوق رجب سناء بذراعيه، على حين نهض علي السيد إلى التليفون.
6
ناپیژندل شوی مخ