هند کې اسلامي کلتور
الثقافة الإسلامية في الهند
ژانرونه
أيضا، وزعم أن عليا لم يقتل، وأنه جيء فيه الجزء الإلهي، وأنه هو الذي يجيء في السحاب وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه لا بد أن ينزل إلى الأرض فيملأها عدلا كما ملئت جورا. ومن ابن سبأ هذا تشعبت أصناف، وصاروا يقولون بالوقف؛ يعنون أن الإمامة موقوفة على أناس معينين، كقول الإمامية بأنها في الأئمة الإثني عشر، وقول الإسماعيلية بأنها في ولد إسماعيل بن جعفر الصادق، وعنه أيضا أخذوا القول بفيئة الإمام والقول برجعته بعد الموت إلى الدنيا، كما يعتقده الإمامية إلى الآن في صاحب السرداب إلى غير ذلك.
ثم حدث بعد عصر الصحابة مذهب جهم بن صفوان ببلاد المشرق، فعظمت الفتنة به؛ فإنه نفى أن يكون لله تعالى صفة، وأورد على أهل الإسلام شكوكا أثرت في الملة الإسلامية آثارا قبيحة، تولد عنها بلاء كبير، وكان قبيل المائة من سني الهجرة، فكثر أتباعه على أقواله التي تئول إلى التعطيل، فأكبر أهل الإسلام بدعته، وتمالئوا على إنكارها وتضليل أهلها، وحذروا من الجهمية، وعادوهم في الله، وكتبوا في الرد عليهم ما هو معروف عند أهله.
وفي أثناء ذلك حدث الاعتزال من زمن الحسن بن أبي الحسن البصري بعد المائة من سني الهجرة، وصنفوا فيه مسائل في العدل، والتوحيد، وإثبات أفعال العباد، وأن الله تعالى لا يخلق الشر، وجهروا بأن الله لا يرى في الآخرة، وأنكروا عذاب القبر على البدن، وأعلنوا بأن القرآن مخلوق محدث؛ إلى غير ذلك من مسائل؛ فتبعهم خلائق في بدعهم، وأكثروا من التصنيف في نصرة مذهبهم بالطريق الجدلية، فنهى أئمة الإسلام عن مذهبهم، وذموا علم الكلام، وهجروا من ينتحله.
ثم حدث مذهب التجسيم المضاد لمذهب الاعتزال، فظهر محمد بن كرام السجستاني زعيم الطائفة الكرامية بعد المائتين من سني الهجرة، وأثبت الصفات حتى انتهى فيها إلى التجسيم والتشبيه، وتبعه خلق كثير لا يحصون لكثرتهم.
ثم حدث مذهب القرامطة المنسوبين إلى حمدان الأشعث المعروف بقرمط في سنة أربع وستين ومائتين، فانتشرت دعايته بأقطار الأرض فدخل جماعات من الناس في دعوتهم، ومالوا إلى قولهم الذي سموه علم الباطن، وهو تأويل شرائع الإسلام وصرفها عن ظواهرها إلى أمور زعموها من عند أنفسهم.
هذا، وقد كان المأمون بن هارون الرشيد العباسي ببغداد لما شغف بالعلوم القديمة بعث إلى بلاد الروم من أتى بكتب الفلاسفة وعرب له في أعوام بضع عشرة سنة ومائتين من سني الهجرة، فانتشرت مذاهب الفلاسفة في الناس، واشتهرت كتبهم بعامة الأمصار، وأقبلت المعتزلة والقرامطة والجهمية وغيرهم عليها، وأكثروا من النظر فيها والتصفح لها، فانجر على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء والمحنة في الدين، وعظم بالفلسفة ضلال أهل البدع وزادتهم كفرا إلى كفرهم.
وكان أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة بضع وثلاثين وثلاثمائة قد أخذ عن أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي، ولازمه عدة أعوام، ثم بدا له، فترك مذهب الاعتزال، وسلك طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن كلاب، ونسج على قوانينه في الصفات والقدر، وقال بالفاعل المختار، وترك القول بالتقبيح والتحسين العقليين وما قيل في مسائل الصلاح والأصلح، وأثبت أن العقل لا يوجب المعارف قبل الشرع، وأن العلوم وإن حصلت بالعقل فلا يجب البحث عنها إلا بالسمع، وأن الله تعالى لا يجب عليه شيء، وأن النبوات من الجائزات العقلية والواجبات السمعية إلى غير ذلك من مسائله، فسلك طريقا بين النفي الذي هو مذهب الاعتزال وبين الإثبات الذي هو مذهب أهل التجسيم، وناظر على قوله هذا واحتج لمذهبه.
فمال إليه جماعة وعولوا على رأيه، منهم القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المالكي وأبو بكر محمد بن الحسن بن فورك والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الإسفراييني، والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، والشيخ أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي وأبو الفتح عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني والإمام فخر الدين محمد ابن عمر بن الحسين الرازي وغيرهم ممن يطول ذكره، ونصروا مذهبه وناظروا عليه وجادلوا فيه، واستدلوا له في مصنفات لا تكاد تحصر.
فانتشر مذهب أبي الحسن الأشعري في العراق، وانتقل منه إلى الشام وإلى مصر وإلى بلاد المغرب وإلى بلاد الهند، فانتشر في أمصار الإسلام بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل إلا أن يكون مذهب الحنابلة.
والحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - رضي الله عنه - كانوا على ما كان عليه السلف، لا يرون تأويل ما ورد من الصفات إلى أن كان بعد السبعمائة اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة وصدع بالنكير عليهم.
ناپیژندل شوی مخ