{الأعراب أشد} قيل: أراد من سكن البادية، وذلك لبعدهم عن سماع الشرائع، وملابسة أهل الحق، وفي هذا إشارة إلى ذم سكون البادية، وهو يطابق قوله : ((من بدا فقد جفا)).
قوله تعالى:
{ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما}
أي : لا يقصدون به الثواب، بل يعدونه كالعقوبة، وفي هذا دليل على أن الإنفاق إنما يجزي إذا قصد الثواب، وامتثال أمر الله تعالى لا إذا قصد التقية والرياء ، ولو قصد القربة مع تخصيص القريب، والمحسن جاز وهو يطابق قوله تعالى في سورة الليل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
قوله تعالى:
{ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول}
قيل: عطف الصلوات على قوله ما ينفق أي : يتخذ ما ينفق قربات، وكذلك صلوات الرسول بسبب الإنفاق، يتخذها قربة، أي : تقربه إلى الله عن أبي مسلم.
وقيل: إنها معطوفة على قربات، أي : يتخذون الإنفاق لأجل القربة، ولأجل صلوات الرسول عن أبي علي؛ لأن الرسول كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة، كقوله : (( اللهم صل على آل أبي أوفى))
وهو يستثمر من هذه مسألة :وهي أن من قصد بإخراج الزكاة القربة إلى الله بأداء الواجب، وحصول البركة، والنماء في الزرع ,والصرف الآفات أجزته، فلا يقال: إنه مشرك، فلا تجزيه.
قوله تعالى:
{خذ من أموالهم صدقة}
هذا دلالة :على وجوب صدقة من المال، لكن الدلالة مجملة.
قال أبو علي ,وأكثر المفسرين: المراد الصدقة المفروضة، وصححه الحاكم.
وعن عكرمة: هي صدقة الفطر.
وعن الحسن ,والأصم: ليس في المفروضة بل كفارة للذنوب التي أصابوها، وبيان هذا المجمل من جهة السنة، في بيان المأخوذ منه.
قوله تعالى:
مخ ۴۰