وقوله تعالى: {ويدعوننا رغبا ورهبا}
قال الحاكم: دل ذلك على أن العبادة يحسن فعلها رغبة ورهبة، وقد تقدم ذلك.
قوله تعالى:
{وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون}
-المعنى: اختلفوا في الدين بما لا يجوز، فصاروا فرقا-: دلت على أن التفرق في الدين مذموم، وهذا كقوله -عليه السلام-: ((ستفترق أمتي على سبع وسبعين فرقة واحدة ناجية)) وهذا في ما كان الحق فيه واحد من مسائل أصول الدين :من التوحيد، والعدل, والثواب، وأصل الشرائع,وما علم من دينه -عليه السلام- ضرورة، وقد يبلغ الخطأ الكفر، وقد يبلغ الفسق.
فأما الاجتهادات فالأكثر يقول: كل مجتهد مصيب،
ومنهم من يقول: واحد مخطئ وهو معذور، وقد ورد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خلاف أمتي رحمة)).
قال الحاكم: قد أول مشائخنا الخبر الأول على أن المراد فرق كثيرة، لا أنه أراد الحد بالسبعين، ونظيره: {إن تستغفر لهم سبعين مرة} أراد الكثرة لا تحقيق العدد، وإنما تأول لأن أصول المذاهب أقل من سبعين، وإن نظرنا إلى الفروع فهي أكثر من سبعين.
وقيل:- التأويل- إنها في وقت واحد تبلغ هذا القدر، ثم تزيد أو تنقص .
وأما قوله -عليه السلام-: ((خلاف أمتي رحمة)) فتأول على أن المراد به في الاجتهاديات.
وقيل: في وقته ليرجعوا إليه، وقيل: في الهمم والصناعات، ونظر ؛لأن ذلك لا يختص بأمته.
تم ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:{مخلقة وغير مخلقة}
يعني تامة الخلق ,وغير تامة: عن ابن عباس، وقتادة.
وقيل: مصورة وغير مصورة: عن مجاهد، استدل إسماعيل بن إسحاق أن السقط تنقضي به العدة وإن لم يتم خلقه من حيث عد في خلق الإنسان، وهو خلاف أكثر العلماء، فقالوا: لا تنقضي إلا إذا بان فيه أثر الخلقة، وإنما ذكر الله تعالى ذلك احتجاجا على المشركين.
قوله تعالى:
مخ ۳۲۹