{فأشارت إليه} هذا دليل أن الإشارة ليست بكلام فلا يحنث بها من حلف من الكلام وهذا ظاهر؛ لأنها غير داخلة في حقيقة الكلام.
قوله تعالى:
{ولم يجعلني جبارا}
قال الحاكم: دل ذلك على حسن التواضع.
قوله تعالى:
{قال سلام عليك سأستغفر لك ربي}
قيل: سلام متاركة ومباعدة عن أبي علي، وأبي مسلم.
وقيل: أمان لك مني، وقيل: أراد سلامة الدنيا، والدعاء بمثل هذا جائز للكافر.
وقيل: معناه سلمت مني، وقوله تعالى: {سأستغفر لك ربي} قيل: وعده بالاستغفار على مقتضى العقل حتى منعه الشرع.
وقيل: أراد بالاستغفار أن لا يعذبه في الدنيا.
وقيل: استغفارا مشروطا بالتوبة، وفي جواب إبراهيم -عليه السلام- تحلم وملاطفة، وعدم مجازاة لقول أبيه لأرجمنك.
قوله تعالى:
{وأعتزلكم}
دل :على وحوب الهجرة، وعدم موالاة الكافر وموادته.
قوله تعالى:
{واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
دلت :على أن الوفاء بالوعد له محل.
قيل: خص إسماعيل بذلك؛ لأنه وعد صديقا له أن ينتظره في مكان فانتظره سنة، وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح فوفى به حيث قال: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
قوله تعالى:
{إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا}
هذا راجع إلى من سبق، إما إلى النبيين ومن بعدهم، وإما إلى قوله: {وممن هدينا}
وقد استدل من أوجب سجود التلاوة بهذه الآية؛ لأنه لا سجود في القرآن إلا سجود التلاوة، والله تعالى إنما بين صفتهم بالسجود ليقتدى بهم، وهذا قول أبي حنيفة، وصاحبيه :إنه يجب على القارئ والمستمع، لكن إنما يجب في مواضع محصورة.
مخ ۱۹۹