قال جار الله: ويجوز أن يرجع قوله:{ورزقا حسنا} إلى السكر، أي : وهو رزق حسن.
قوله تعالى:
{والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم}.
لهذه الآية ثمرات:
الأولى: أنه إذا عرف العبد أن الله - تعالى - جعل المفاضلة في الأرزاق لحكمة علمها لزم من ذلك الرضا، وحرم السخط، والحسد، ولزم الشكر على ما قضى به الله من موجب حكمته.
وأما الإجمال في الطلب :فقد ورد بذلك آثار :
منها :ما رواه الإمام أبو طالب - بإسناده - إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب)).
ويروى لعلي -عليه السلام- ذكر ذلك في الأمالي لأبي طالب -:
إذا يقضي لك الرحمن رزقا
يعد لرزقه المقضي بابا
وإن يحرمك لا تسطع بحول
ولا رأي الرجال له اكتسابا
فأقصر في خطاك فلست تغدوا
بحيلتك القضاء ولا الكتابا
فهذا يقضى بأنه يترك الطلب والاكتساب، وأنه لا يفيد.
وروى الحاكم :- في السفينة - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :أنه قال: ((ما في الأرض عبد يموت حتى يستكمل رزقه)) ولقي أمير المؤمنين رجلا ضعيفا وقد ملك مالا عظيما وهو يسمى وبرة فقال:
سبحان رب العباد يا وبرة
ورازق المتقين والفجرة
لو كان رزق العباد من جلد
لما نلت من رزق ربنا وبرة
ويروى من قصيدة عروة بن أذينة:
إني لأعلم والأرزاق جارية
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعييني تطلبه
ولو قعدت أتاني لا يعنيني
وقد وسع في ذلك من الآثار والأخبار وورد غير هذا وهو أن السعي لطلب الرزق محمود، قال الله تعالى: {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}.
مخ ۱۲۲