302

طیب المذاق من ثمرات الاوراق

طيب المذاق من ثمرات الأوراق

خپرندوی

مكتبة الجمهورية العربية، مصر

ژانرونه

ادب
بلاغت

عقبان الخيول قوادمها القوائم ومخالبها الأعنة، وتصوبت عيون السمر إلى قلوبهم كأنما تطلب سوادها، وقصدت أنهار السيوف صدورهم لتروي أكبادها.

ومنه وما أحسب الأقلام جعلت ساجدة إلا لأن طرسه محراب، ولا أنها سميت خرسا إلا قبل أن ينفث سيدنا في روعها رائع هذا الصواب، ولا أنها اضطجعت إلا ليبعثها ما ينفخ فيها من روحه من مرقدها، ولا سودت رؤوسها إلا لأنها أعلام عباسية وتناولتها الحضرة بيدها، لا جرم أنها تحامي الحمى وتسفك دما وتحقن دما وتتشيح بها يده عنانا وترسلها، فتعلم الفرسان أن في الكتاب لفرسانا، وتقوم الخطباء بما كتبت تعلم الألسنة أن في الأيدي كما في الأفواه لسانا.

قلت ومن مخترعاته قوله وأن ادعى سحر البيان أنه يقضي أيسر حقوقه، ويثمر ما يجب من شكر فروعه وعروقه، كنت أفضح باطل سحره وأذيقه وبال أمره، وأصب الخواطر السحارة على جذوع الأقلام، وأعقد ألسنتها كما تعقد السحرة الألسنة عن الكلام.

ومن إنشائه في وفاء النيل المبارك عن الملك الناصر صلاح الدين نور الله ضريحه نعم الله سبحانه وتعالى من أضوئها بزوغا، وأضفاها سبوغا، وأصفاها ينبوعا، وأسناها منفوعا

مخ ۶۰