300

طیب المذاق من ثمرات الاوراق

طيب المذاق من ثمرات الأوراق

خپرندوی

مكتبة الجمهورية العربية، مصر

ژانرونه

ادب
بلاغت

وقد كان يقال أن الذهب الابريز لا تدخل عليه آفة وإن يد الدهر البخيلة به كافة وأنتم يا بني أيوب أيديكم آفة نفائس الأموال كما أن سيوفكم آفة نفوس الأبطال فلو ملكتم الدهر لامتطيتم لياليه أداهم وقلدتم أيامه صوارم ووهبتم شموسه وأقماره دنانير ودراهم وأيام هذه البشارة بالزيادة الوافرة، وينشق من طيبها نشرا فقد حملت له من دولتكم أعراس ومآتم فيها لا على الأموال مآثم والجود في إيديكم خاتم ونفس حاتم في نقش ذلك الخاتم.

ومن إنشائه في كاحل كأنه غاسل يدخل إلى إنسان العين بحنوط من كحله الملعون لعلة المنون، ويدرجه في كفن من الخرقة السوداء التي يلبسها سواد العيون، ينقل العين إلى بياض الثغور ويسلبها سواد اللما وما برحت عصيه مردودة ولديها عصا العما، قد انتهى إلى فوق ما يضرب به المثل، إذ قيل يسرق الكحل من العين فهذا يسرق العين من الكحل، وهو لص من أكابر اللصوص وسموا كحالين وهم صاغة لما يركبون فوق العين من الفصوص قد أودع كحله حزن يعقوب فمن كحل منه أبيضت عيناه وجحد معجزة القميص اليوسفي، فلو مروا به على ناظر انقرحت جفناه وهو من الذين إذا رفعوا أميالهم فإنما هي لشمس العيون مزولة، وإذا أولج أحدهم الميل في المكحلة فهو أولى بالرجم ممن أولج الميل في المكحلة، ومن إنشائه سقى الله

مخ ۵۸