Thalathia Al-Burda
ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
خپرندوی
دار الكتب القطرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٠
د خپرونکي ځای
الدوحة
ژانرونه
ويعلق على ذلك بأن هذا اليتم كان شيئا نبيلا ودلائل عظيمة ومصدر تكريم للرسول ﷺ فهو بذلك متفرد كاللؤلؤ كان وحيدا كلما كان ذا قيمة لا نظير لها.
ويقول:
الله قسم بين الناس رزقهم ... وأنت خيرات في الأرزاق والقسم «١»
ان قلت في الأمر: لا، أو قلت فيه: نعم ... فخيره عند الله في لا منك أو نعم
ولعله يقصد من خلال هذه الأبيات إلى أن الله ﷾ قد خير الرسول ﷺ في الرزق وفي هذا يتفرد بين البشر، فالرزق مقسوم بين الناس ولا خيرة لهم في ذلك إلا أن رسول الله ﷺ قد خيره الله في الرزق ولعل شوقي يشير بذلك إلى الحديث الشريف مما رواه الترمذي أن رسول الله ﷺ قال: (عرض على ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا ربي، ولكن أشبع يوما فأحمد الله وأجوع يوما فأذكر الله) صدق رسول الله.
ثم يقول:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له ... وأنت أحييت أجيالا من الرمم
والجهل موت، فأن أوتيت معجزة ... فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم «٢»
فنراه تحدث عن مكانة الرسول بين الأنبياء، فإذا كان عيسى ﵇ بأمر الله قد أحيا الموتى، فأن الرسول محمدا ﵊ قد أحيا أجيالا وأمما. أحياها وخلصها من الجهل، ويؤكد شوقي أن المعجزتين، أحياء الإنسان من الموت أو إحياؤه من الجهل والضلال تستويان، فمعجزة عيسى ﵇، ومعجزة محمد ﵊ تستويان في أنهما أحياء للبشر، ولكن يفضل معجزة الرسول الكريم ﷺ لأنه أحيا أمما وليس بضع أفراد.
(١) خيرات في الأرزاق: روى الترمذي عنه ﷺ قال: عرض على ربي أن يجعل بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما.
(٢) والجهل موت: كالترشيح للاستعارة في البيت السابق وهو تشبيه بليغ خطاب لغير معين، والرجم: القبر.
1 / 122