225

تبسيط العقائد الإسلامية

تبسيط العقائد الإسلامية

خپرندوی

دار الندوة الجديدة

شمېره چاپونه

الخامسة

د چاپ کال

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

الخلفاء الراشدين المهديين، ويطرد عنه الكفار والمبتدعة في العقيدة وكل من تعامل بالربا أو جار في الأحكام أو أعان ظالمًا أو جاوز حدًا من حدود الله. وهو ثابت بأحاديث مشهورة تفيد التواتر المعنوي. منها حديث ابن عمرو أن النبي ﷺ قال: حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منه فلا يظمأ أبدًا". أخرجه الشيخان.
وحديث ثوبان أن النبي ﷺ قال: "إني لبعقر حوضي أذود الناس عنه لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفَضّ عليهم، فسئل عن عرضه فقال: من مقامي إلى عمان، وسئل عن شرابه فقال: أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل يُغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة. أحدهما من ذهب والآخر من ورق". أخرجه أحمد ومسلم والبغوي وفيه، حتى يرفضوا عنه (أي ينصرفوا عنه).
وعن أنس ﵁ قال: بينما رسول الله ﷺ في المسجد إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه ضاحكًا فقيل: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت علي سورة آنفًا فقرأ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم. إنا أعطيناك الكوثر﴾ فقال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: إنه نهر وعدنيه ربي ﷿ عليه خير كثير. وهو حوض عرد عليه أمتي يوم القيامة. آنيته عدد نجوم السماء. فيختلج العبد منهم فأقول: ربي إنه من أمتي فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك". أخرجه الشيخان.
(فائدة) صحح الغزالي أن الحوض قبل الصراط وكذا القرطبي وقال: المعنى يقتضيه. فإن الناس يخرجون من قبورهم عطاشًا. فناسب تقديم الحوض، وأيضًا فإنه من جاز الصراط لا يتأتى طرده عن الحوض فقد كلمت نجاته (ورجح) القاضي عياض أنه بعد الصراط، وأن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار. ويؤيده من جهة المعنى أن الصراط يسقط منه من يسقط من المؤمنين، ويخدش فيه من يخدش ووقوع ذلك للمؤمن بعد شربه من الحوض بعيد فناسب تقديم الصراط حتى إذا خلص

1 / 229