306

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب

سیمې
ایران

عن بشير عن زيد بن أسلم: أن رجلا سأل أمير المؤمنين عليا عليه السلام في مسجد الكوفة فقال له: يا أمير المؤمنين هل تصف لنا ربنا فنزداد له حبا وبه معرفة؛ فغضب علي عليه السلام ونادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله، ثم صعد المنبر وهو مغضب متغير اللون، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال:

الحمد لله الذي لا يفره المنع، ولا يكديه الإعطاء؛ إذ كل معط ينتقص سواه، هو المنان بفوائد النعم وعوائد المزيد، ضمن عيالة خلقه، وأنهج سبيل الطلب للراغبين إليه، وليس فيما سئل بأجود منه فيما لم يسأل، وما اختلف عليه دهر فيختلف فيه الحال، ولو وهب ما شقت عنه معادن الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار من فلز اللجين وسبائك العقيان، ونثار الدر وحصائد المرجان لبعض عبيده لما أثر ذلك في جوده، ولا أنفد سعة ما عنده، ولكان عنده من ذخائر الأفضال ما لم تنفده مطالب السؤال ولا تخطر لكثرته على بال؛ لأنه الجواد الذي لا تنقصه المواهب ولا يبخله إلحاح الملحين، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فما ظنكم بمن هو هكذا سبحانه وبحمده.

مخ ۳۵۲