401

تیسیر العزیز الحمید په شرح کتاب التوحید کی

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

ایډیټر

زهير الشاويش

خپرندوی

المكتب الاسلامي،بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

د خپرونکي ځای

دمشق

القسم الثاني: المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله، ومتى أحب العبد بها غيره، كان شركا لا يغفره الله، وهي محبة العبودية، المستلزمة للذل، والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة، وإيثاره على غيره. فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلًا كما حققه ابن القيم، وهي التي سوَّى المشركون بين الله تعالى وبين آلهتهم فيها. كما قال تعالى في الآية التي ترجم لها المصنف: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا﴾ ١. قال ابن كثير: يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا، وما لهم في الآخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا لله أندادًا، أي: أمثالًا ونظراء، يحبونهم كحبه، ويعبدونهم معه، وهو الله الذي لا إله إلا هو، ولا ضد له ولا ند له، ولا شريك معه.
وقوله: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ ٢، أي: يساوونهم بالله في المحبة والتعظيم، ولهذا يقولون لأندادهم، وهم في النار: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ٣. فهذا هو مساواتهم برب العالمين، وهو العدل المذكور، في قوله: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ٤. أما مساواتهم بالله في الخلق والرزق وتدبير الأمور، فما كان أحد من المشركين يساوون أصنامهم بالله في ذلك. وهذا القول رجحه شيخ الإسلام.
والثاني: أن المعنى يحبون أندادهم، كما يحب المؤمنون الله، ثم بين أن محبة المؤمنين لله أشد من محبة أصحاب الأنداد لأندادهم. قال شيخ الإسلام: وهذا متناقض، وهو باطل، فإن المشركين لا يحبون الأنداد، مثل محبة المؤمنين الله، ودلت الآية على أن من أحب شيئًا، كحب الله، فقد اتخذه ندًّا لله، وذلك هو الشرك الأكبر، قاله المصنف. وعلى وجوب إفراد الله بالمحبة الخاصة التي هي توحيد الإلهية، بل الخلق والأمر والثواب والعقاب، إنما نشأ عن المحبة، ولأجلها، فهي الحق الذي خلقت به السموات والأرض، وهي الحق

١ سورة البقرة آية: ١٦٥.
٢ سورة البقرة آية: ١٦٥.
٣ سورة الشّعراء آية: ٩٧-٩٨.
٤ سورة الأنعام آية: ١.

1 / 403