241

تیسیر العزیز الحمید په شرح کتاب التوحید کی

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

پوهندوی

زهير الشاويش

خپرندوی

المكتب الاسلامي،بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

د خپرونکي ځای

دمشق

هذا الحديث رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قبل نفسه" ١. وفي رواية: "خالصًا مخلصًا من قلبه أو نفسه " ٢ رواه أحمد من طريق آخر، وصححه ابن حبان، وفيه: "وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا، يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه" ٣. قال شيخ الإسلام: فجعل أسعد الناس بشفاعته أكملهم إخلاصًا. وقال في الحديث الصحيح: "من سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة" ٤. ولم يقل: كان أسعد الناس بشفاعتي، فعلم أن ما يحصل للعبد بالتوحيد والإخلاص من شفاعة الرسول ﷺ وغيرها ما لا يحصل بغيره من الأعمال، وإن كان صالحا لسؤال الوسيلة للرسول ﷺ فكيف بما لم يأمر به من الأعمال، بل نهى عنه، فذلك لا يُنال به خيرٌ لا في الدنيا ولا في الآخرة، مثل غلو النصارى في المسيح، فإنه يضرهم ولا ينفعهم، ونظير هذا في "الصحيح" عنه ﷺ أنه قال: "لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئًا" ٥. وكذلك في أحاديث الشفاعة كلها إنما يشفع في أهل التوحيد، فبحسب توحيد العبد لربه، وإخلاصه دينه لله تعالى يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها. وقال ابن القيم ما معناه: تأمل هذا الحديث كيف جعل أعظم الأسباب التي تنال بها شفاعته تجريد التوحيد، عكس ما عند المشركين من أن الشفاعة تنال باتخاذهم شفعاء، وعبادتهم وموالاتهم من دون الله، فقلب النبي ﷺ ما في زعمهم الكاذب، وأخبر أن سبب الشفاعة تجريد التوحيد، فحينئذ يأذن الله للشافع أن يشفع. ومن جهل

١ البخاري: الرقاق (٦٥٧٠)، وأحمد (٢/٣٧٣) . ٢ البخاري: العلم (٩٩)، وأحمد (٢/٣٧٣) . ٣ أحمد (٢/٣٠٧) . ٤ مسلم: الصلاة (٣٨٤)، والترمذي: المناقب (٣٦١٤)، والنسائي: الأذان (٦٧٨)، وأبو داود: الصلاة (٥٢٣)، وأحمد (٢/١٦٨) . ٥ البخاري: الدعوات (٦٣٠٤) والتوحيد (٧٤٧٤)، ومسلم: الإيمان (١٩٩)، والترمذي: الدعوات (٣٦٠٢)، وابن ماجه: الزهد (٤٣٠٧)، وأحمد (٢/٢٧٥،٢/٣١٣،٢/٣٨١،٢/٣٩٦،٢/٤٠٩،٢/٤٢٦،٢/٤٣٠،٢/٤٨٦)، ومالك: النداء للصلاة (٤٩٢)، والدارمي: الرقاق (٢٨٠٥) .

1 / 243