384

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

، { إذ تحسونهم } [آل عمران: 152]؛ أي: تقتلون وتميتون الصفات البشرية { بإذنه } [آل عمران: 152]، على وفق أمره على وفق الطبع، { حتى إذا فشلتم } [آل عمران: 152]؛ أي: حسبتم وتركتم قتال النفس وصفاتها، { وتنازعتم في الأمر } [آل عمران: 152]؛ أي: خالفتم أمر الطلب { وعصيتم من بعد مآ أراكم ما تحبون } [آل عمران: 152]؛ أي: عصيتم أمر الدليل المؤدي من بعد ما أريكم الدليل بالتربية ما تحبون من دلائل الطريق التوبة من التسليك، وإرشاد الخروج من محاب الدنيا والآخرة، { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } [آل عمران: 152]؛ يعني: إنما عصيتم أمر الدليل إذ دلكم على الله؛ لأن منكم من كان همته في طلب الدنيا وزخارفها، ومنكم من كان همته في طلب الجنة ونعيمها ، { ثم صرفكم عنهم } [آل عمران: 152]؛ أي: مجاهدة النفس وقصد صفاتها باستيلائها عليكم، { ليبتليكم } [آل عمران: 152]؛ أي: ليمتحنكم بالسر بعد ما تجلى لكم أنوار المشاهدات، وبالصحو بعد ما أسكركم بأقداح الواردات، أو بالفطام بعد ما أرضعكم بلبان الملاطفات، { ولقد عفا عنكم } [آل عمران: 152]، بعد ابتلائكم عفا عن التفاتكم في الدنيا والآخرة، فإنه علم ضعف الإنسان وعجز بشريته في طلب الحق وأدركتكم العناية الأزلية التي بها قدر لكم الإيمان وجعلكم مؤمنين، { والله ذو فضل على المؤمنين } [آل عمران: 152] من الأزل.

{ إذ تصعدون } [آل عمران: 153]؛ يعني: بفضل الله وعنايته تصعدون، { إذ تصعدون } [آل عمران: 153] طريق الحق طالبين بعد ما كنتم هاربين، { ولا تلوون على أحد } [آل عمران: 153]؛ أي: لا تلتفتون إلى أحد من الأمرين طلب الدنيا والآخرة، { والرسول يدعوكم في أخركم } [آل عمران: 153]؛ يعني: رسول الوارد من الحق يدعوكم إلى عبادتي إلي، { فأثبكم } [آل عمران: 153]، فجازاكم بفضله { غما بغم } [آل عمران: 153]؛ أي بدل غم الدنيا والآخرة بغم طلب الحق والوصول إليه، { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } [آل عمران: 153] من الدنيا وزخارفها، { ولا مآ أصبكم } [آل عمران: 153] من نعيم الجنة الباقية، فإن لذة غم طلب الحق يزيد على لذة نعيم الدنيا والآخرة، فضلا من لذة الوجدان وسرور الوصول ونعيم الشهود، { والله خبير بما تعملون } [آل عمران: 153]، من ترك نعيم الدنيا والآخرة في طلب وجدانه، ويجيب رجاكم ويوفي جزاءكم.

[3.154-155]

ثم أخبر عن إنزال النعيم بعد الغم بقوله تعالى: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طآئفة منكم وطآئفة قد أهمتهم أنفسهم } [آل عمران: 154]، إشارة في الآيتين: إن الله تعالى ينزل حقائق أصناف ألطافه على عباده في صور مختلفة، كما أنزل حقيقة الآمنة والصبر والتثبت والشجاعة على الصحابة يوم أحد في صورة النعاس، { يغشى طآئفة منكم } [آل عمران: 154]؛ يعني: المؤمنين فجعل النعاس معدن جواهر ألطافه من الأمن وغيره مما ذكر الصحابة، وجعله معدن جواهر الوقائع السنية لأرباب القلوب من المكاشفات والمشاهدات، والواردات وأنواع المواهب، فإن أكثرها تقع في النعاس بين النوم واليقظة، { وطآئفة } [آل عمران: 154]؛ يعني: المنافقين، { قد أهمتهم أنفسهم } [آل عمران: 154]، هي إشارة إلى أرباب النفوس الذين لا يهتم بهم إلا هم { أنفسهم } [آل عمران: 154]، من استيفاء حظوظها وتتبع شهواتها، ولذاتها الجسمانية وتمتعاتها الحيوانية بخسة طبعها وركاكة نظرها الحسي، { يظنون بالله غير الحق } [آل عمران: 154]؛ يعني الظن الباطل { ظن الجهلية } [آل عمران: 154]؛ أي: كظن أهل الجاهلية؛ وهو ظن الأمور إلى الخلق لا إلى الله بقضائه وقدره، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } [آل عمران: 154]؛ أي: ما لنا مدعي الإسلام من أمر النصرة والظفر من شيء، فما وعدنا الله ورسوله أن

النصر إلا من عند الله

[آل عمران: 126] وإليه أمره، { قل إن الأمر } في الدارين { كله لله } [آل عمران: 154]، منه وإليه وبه { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك } [آل عمران: 154]، بل تبدون بعضهم لبعض، وهو قوله تعالى: { يقولون لو كان لنا من الأمر } [آل عمران: 154]، من أمر النصرة والحقيقة في الدين، { شيء ما قتلنا ههنا } [آل عمران: 154]، بالباطل على أيدي حزب الشيطان والمبطلين { قل لو كنتم } [آل عمران: 154]، أيها الغافلون عن الأحكام الأزلية وسر القدر، { في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل } [آل عمران: 154]؛ أي قضى وقدر عليهم القتل بالحكم من الأزلية { إلى مضاجعهم } [آل عمران: 154]،

ليقضي الله أمرا كان مفعولا

[الأنفال: 42]، { وليبتلي الله ما في صدوركم } [آل عمران: 154]، أيها المنافقون مما تخفون في أنفسكم من النفاق والإنكار والاعتراض على الله ورسوله، والكفر بآيات الله والأخلاق الردية والأوصاف الدنية، ويخرجها عنكم قولا وفعلا، أيها المؤمنون مما تضمرون في قلوبكم من الإيمان والإيقان والتصديق بالقرآن، والتسليم لله ورسوله وتفويض الأمور إلى الله، والرضا بقضاء الله وقدره، والأخلاق الحميدة والأوصاف الكريمة، ويستخرجها منكم خلقا وعملا بتخصيص هذا التمحيص.

وفيه معنى آخر وهو: أن معنى التمحيص بمعنى التطهير، { وليمحص ما في قلوبكم } [آل عمران: 154]، من دنس الإنساني وغيره من الصفات الذميمة عند التولي، فيستغفرون منها فيغفر فيطهركم منها، كما قال تعالى: { عفا الله عنهم } [آل عمران: 155]، { والله عليم بذات الصدور } [آل عمران: 154]؛ يعني: قبل استخراج ما فيها، { عليم } [آل عمران: 154] بما فيها، فيستخرجها بهذا؛ لإظهار ما فيها على العالمين حجة عليهم ولهم، والنكتة في ذكر أصحاب النفوس، وهم المنافقون بابتلاء ما في الصدور وفي ذكر أولى الألباب، وهم المؤمنون بتمحيص ما في القلوب أن الصدور معدن النفاق والغل ووسوسة الشيطان وتسوله كقوله تعالى:

ونزعنا ما في صدورهم من غل

ناپیژندل شوی مخ