245

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

على ترتيب الأمر { واليتامى والمساكين وابن السبيل } [البقرة: 215]، ثم جعل الخير عاما، وقال تعالى: { وما تفعلوا من خير } [البقرة: 215] يعني: من أي نوع من أنواع الخيرات مع كل ذي روح كما قال: صلى الله عليه وسلم

" في كل كبد حراء أجر "

، { فإن الله به عليم } [البقرة: 215] أي: بالخير الذي تفعلون وبمن معه تفعلون، وبأي اعتقاد ونيته؛ بالحق أو بالباطل، بالرياء أو بالإخلاص، بالطبع أو بالشرع، بالهوى أو بالله، والله عليم ومجازيكم عليه بقدرات استحقاقكم.

ثم أخبر عن فرض القتال بقوله تعالى: { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } [البقرة: 216]، والإشارة فيها: أن قتال النفس وجهادها في الله أمر لازم حق واجب بقوله تعالى:

وجاهدوا في الله حق جهاده

[الحج: 78]؛ ولكنه للطبع فيه كراهة عظيمة، وحقيقة الجهاد رفع الوجود المجازي، فإنه الحجاب بين العبد والرب كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب، وكما قال ابن منصور رحمه الله: بيني وبينك أني يزاحمني فارفع بجودك أني من البين { وعسى أن تكرهوا شيئا } [البقرة: 216]؛ يعني: تكره النفس رفع وجودها { وهو خير لكم } [البقرة: 216] أي: خير للنفس بأن تتبدل أوصاف الوجود الحقيقي { وعسى أن تحبوا شيئا } [البقرة: 216]، وهو تمتعات النفس البهيمية باللذات الجسمانية { وهو شر لكم } [البقرة: 216]؛ أي: شر للنفس بحرمانها عن السعادة الأبدية، واللذات الروحانية، وذوق المواهب الربانية { والله يعلم } [البقرة: 216]، أن في كراهة النفوس ما أودع من راحة القلوب، وفي قتلها ما قدر من الحياة { وأنتم لا تعلمون } [البقرة: 216]، أن حياة القلوب في موت النفوس، وفي حياة النفوس موت القلوب، كما قال:

أقتلوني يا ثقاتي

إن في قتلي حياتي

ثم أخبر عن السؤال عن الشهر الحرام، وفيه القتال بقوله تعالى: { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه } [البقرة: 217] الآيتين والإشارة فيهما أن المعاصي بعضها أكبر من بعض، أن سوء الأدب على الباب لا يوجب على البساط يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه { قل قتال فيه كبير } [البقرة: 217] أي: ذنب كبير؛ لأن فيه ترك حرمة الشهر ولكن { وصد عن سبيل الله وكفر به } [البقرة: 217]، وترك حرمة { والمسجد الحرام } [البقرة: 217]، وحرمة النبي صلى الله عليه وسلم وإخراجه من مكة أكبر من ذلك؛ لأن ترك حرمة الشهر زلة النفس والصد عن سبيل الله والكفر بالله وإخراج النبي صلى الله عليه وسلم كفر، فمؤاخذة النفوس الكافرة على الزلات بالعقوبة المؤجلة وهي الافتراق بعد الاختراق وزلات المؤمنين وسيأتيهم تبدل حسنات عند التوبة والاستغفار والأعمال الصالحة { والفتنة } [البقرة: 217]، التي يشرونها بطريق القتال والخداع أهل الكفر حتى يردوكم بها عن دينكم إن استطاعوا أكبر وأعظم عند الله { من القتل } [البقرة: 217]، شرك في الشهر الحرام { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } [البقرة: 217]، فإنه { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة } [البقرة: 217]، ويؤاخذ الله أهل هذه الفتنة بهما كما يؤاخذهم بكفرهم { وأولئك } [البقرة: 217]؛ يعني: أهل الفتنة: { أصحاب النار هم فيها خالدون } [البقرة: 217]، لأنهم كفروا وأثاروا الفتنة لارتداد المؤمنين حتى يردوهم عن دينهم إن استطاعوا وما استطاعوا ولكن يؤاخذون بالسعي في الترديد

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى

ناپیژندل شوی مخ