218

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

[الحج: 78].

ثم قال تعالى: { فمن كان منكم مريضا } [البقرة: 184]؛ أي: وقع له فترة من السلوك لمرض عارض قلبه من غلبات صفات النفس وداعي البشرية وكسل الطبيعة فانحرف خارج القلب، { أو على سفر } [البقرة: 184]، أو وقع له أثناء السلوك من العجز عن القيام بأعباء أحكام الحقيقة، فليمهل حتى تشتد إرادته وتقوى جرأته وتدركه العناية ويعالج سقمه بمعاجين الألطاف، ويزيل مرضه بملينات الألطاف، { فعدة من أيام أخر } [البقرة: 184]؛ يعني: في أيام سلامة القلب وزوال المرض فيستدرك ما فاته بالأخذ بالتأويل وما رخص له في التسهيل كما قال تعالى لأهل الرخص:

فاتقوا الله ما استطعتم

[التغابن: 16].

وقال تعالى لأهل العزائم:

اتقوا الله حق تقاته

[آل عمران: 102] وذلك سنة من الله في التسهيل لأهل البداية، ثم استيفاء ذلك عنهم واجب في آخر الحالة، { وعلى الذين يطيقونه فدية } [البقرة: 184]؛ أي: على من كان له قوة في صدق الطلب وهمة علية في المقصد واجبة لما أفطروا، وإن إمساك الهمة عن المشارب بالالتفات إلى بعض المطالب فرجع تسهيلات الشريعة عن شارب الحقيقة، { طعام مسكين } [البقرة: 184]، إشار إلى أن كل مشرب ألطاف الحق؛ يعني: المسكين من يكون مشربه غير ما عند الله، وفيه إشارة إلى أن كفارته ما يكون { طعام مسكين } فيعطيه المساكين بالخروج عما سوى الله، ويواصل الصوم ولا يفطر إلا على طعام مواهب الحق وشرب مشاربه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل ويقول:

" إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني "

، { فمن تطوع خيرا } [البقرة: 184]؛ أي: فمن زاد في الغذاء؛ يعني: كلما فطر عن مشرب فلا بد سقي من مشرب فيغذي ذلك المشرب أيضا، { فهو خير له } [البقرة: 184]، أن يصير مشربه ترك المشارب كلها ودوام الصوم كقوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم } [البقرة: 184]؛ يعني: { إن كنتم تعلمون } [البقرة: 184]، أن فوق كل مشرب آخر إلى ما لا يتناهى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:

" من استوى يوماه فهو مغبون "

ناپیژندل شوی مخ