تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
ژانرونه
والدم هي الشهوات النفسانية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم "
، ولولا أن الشهوات في الدم مستكنة لما كان للشيطان إليه سبيلا؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
" سدوا مجاري الشيطان بالجوع "
لأن الجوع بقطع مادة الشهوات ولحم الخنزير إشارة إلى هوى النفس، وتشبيه النفس بالخنزير لفائدة حرصها وشرها وخيانة ظاهرة وباطنة { ومآ أهل به لغير الله } [البقرة: 173]، هو كل ما يتقرب به إلى غير الله من الطاعات البدنية والخيرات المالية من غير إخلاص في الله، بل للرياء والسمعة في سبيل الهوى { فمن اضطر } [البقرة: 173]، أما الضرورة حاجة النفسانية إلى شيء منها، وأما الضرورة أمر الشرع بإقامة أحكام الواجبات عليه فليشرع في شيء مما اضطر إليه { غير باغ } [البقرة: 173] أي: غير حريص للدنيا وجمعها في الحرام والحلال، وغير مولع على الشهوات بالحرام والحلال، وغير مقبل إلى استيفاء حظوظ النفس الحرام والحلال، وغير مواظب على الرياء في الطاعات والخيرات من السنن والبدع { ولا عاد } [البقرة: 173] أي: متجاوزين من الدنيا حد القناعة وهي ما سد الجوعة وستر العورة، ومن الشهوة ما لا يحجبه عن الحق وإباحة الشرع، فإن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام:
" يا داود حذر وأنذر قومك من أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني "
من حظوظ النفس ما يقيها عن الهلاك صورة ومعنى، ومن أحكام الشرع ما لا يزيد على الواجبات لإرادة الزهد والورع والعبادة والمجاهدة بالرياء للشهرة، بل لا يترك الواجبات وإن كانت مشوبة بهذه الآفات إقامة للعبودية، وإزالة لهذه الآفات وطلبا للإخلاص، فلو يزيد على الواجبات بهذه النيات في النوافل فحسن، وإلا فلا يزيد على الواجبات للرياء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اليسير من الرياء شرك "
{ فلا إثم عليه } [البقرة: 173]، على من قام بهذه الشرائط، فمن لم يكن من المستهلكين في طريق الحق وصولا، فلا يسلكن غير سبيل الشرع سبيلا، فإما يكون محوا في الله، أو يكون قائما بالله، أو يكون عاملا لله، ولا يكون للرابع مجال حظ له { إن الله غفور رحيم } [البقرة: 173]، يغفر للعالمين له بآثار الرحمة، والقائمين بأنواع الرحمة والماحين فيه بأوصاف الرحمة.
ثم أخبر عن حال من باع الدين بالدنيا في الآخرة والأولى بقوله تعالى: { إن الذين يكتمون مآ أنزل الله من الكتاب } [البقرة: 174]، والإشارة فيها أن العلماء المداهنين الذين يكتمون ما أنزل الله من مواعظ القرآن والوعيد لأهل الظلم والعشق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ حدود الله ورفع العادات وترك الشهوات وزينة الحياة الدنيا وفتنتها ومحبتها، وإنما يكتمون على الملوك والأمراء والوزراء المفترين وأرباب الدنيا إما خوفا عن ضياع مرتبتهم ونقصان قدمهم عندهم، وإما طمعا في برهم معهم، أو لأنهم شركائهم في بعض أحوالهم من حب الدنيا وجمعها والحرص وطلبها، أو طلب مناصبها وحب رياستها، أو بالتنعم في المأكول والمشروب والملبوس والمركوب والمسكن والأواني وآلات البيت والأمتعة والزينة، في كل شيء والخدمة والحول وغير ذلك { ويشترون به } [البقرة: 174]، بالكتمان { ثمنا قليلا } [البقرة: 174]، إما من متاع الدنيا وهي متاع قليل، وإما تمتعات الحياة الدنيوية الفانية { أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار } [البقرة: 174]، والحرص والشهوة والحسد التي تطلع على الأفئدة وتأكل الحسنات القلبية والأخلاق الروحانية، وتحرقها وتمحوها، كما قال صلى الله عليه وسلم:
ناپیژندل شوی مخ