185

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

{ أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا } [البقرة: 148]، فجعل قبلة البدن الكعبة، وقبلة النفس الطاعة والعبودية وترك الهوى، وقبلة الهوى وقبلة القلب الصدق والإخلاص والإيمان والإيقان والإحسان، وقبلة الروح التسليم والرضاء والصبر على مر القضاء، وقبلة السر الفناء في الله والبقاء بالله والكينونة مع الله على ما أراد الله بلا إعراض ولا اعتراض وأشار بقوله { فاستبقوا الخيرات } على أنكم إذا شرعتم بشرط العبودية في الطاعة فيما لكم به قدرة واستطاعة من { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا } بجذبات الألوهية إلى أينما لم تكونوا بالله { إن الله على كل شيء قدير } [البقرة: 148]، من أشياء الإنسان { قدير } [البقرة: 148]، أن يفنيه به، فافهم جدا.

[2.149-154]

ثم أخبر عن قبلة أهل هذه المسألة بقوله تعالى: { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } [البقرة: 149]، إلى { تهتدون } [البقرة: 150] والإشارة فيها أن الخطاب تكرر مع النبي صلى الله عليه وسلم في الآيتين، ومن حيث خرجت فلا بد لتكرار من فائدة وهي أن الخروج الأول إشارة إلى الخروج من حجب الجهات معناه حين خرجت وتخلصت من حجب الجهات.

فول وجهك شطر المسجد الحرام

[البقرة: 144] أي: إلى جهة المسجد الحرام لئلا يتعلق قلبك بالمسجد وبالجهات فإنه حرام على قلبك التوجه والتعلق بغيري { وإنه للحق من ربك } [البقرة: 149] يعني: التوفيق لهذا المعنى لحق من الله فلا سبيل للحق إليه إلا به { وما الله بغافل عما تعملون } [البقرة: 149]، ليس عنكم غافلا حتى تعملوا بغير توفيقه والخروج الثاني إشارة إلى الخروج من الوجود لاندفاع الاثنينية وثبوت الوحدة، معناه: إذا خرجت من حجب وجود الأنانية بسطوات تجلي صفة الوحدانية { فول } وهذا أمر التكوين يعني كن موليا بسطوات التجلي وجه ذاتك شطر الفناء لتبقى بصاحب المسجد الذي وصفه بالحرام لمعنيين:

أحدهما حرام لمن دخله الخروج أبدا لقوله تعالى:

ومن دخله كان آمنا

[آل عمران: 97]، من الخروج.

والثاني حرام على غيرك الوصول إلى هذا المقام لأنه المقام المحمود وهو مخصوص بك والمحمود هو الله، فافهم جدا.

ثم عمم الخطاب وقال:

ناپیژندل شوی مخ