153

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

{ وما يكفر بهآ إلا الفاسقون } [البقرة: 99]، الخارجون عن نور الروحانية إلى الظلمات البشرية الحيوانية وشدت عن إدراك بصائرهم، وسبق الشقاوة من الله تعالى قسمتهم؛ فكما لا عقل لمن يجحد أن النهار نهار، فكذلك لا إدراك لمن لم يساعده من الحق أنوار واستبصار لا جرم كلما عاهدوا عهدا كان يشوشهم سابق التقدير لهم وينقص عليهم حق التدبير فيهم والله غالب على أمره، ولما جحدوا رسل الحق إلى قلوبهم من حيث الخواطر والإلهامات، فكذبوا رسولهم الذي آتاهم في الظاهر، فيا جهلا ما فيه شظية من العرفان، ويا حرمانا قارنه خذلان، حيث كذبوا رسله ورفضوا بارة كتابه واتبعوا السحر.

[2.100-105]

كما أخبر عنهم بقوله: { ولمآ جآءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم } [البقرة: 101]، الآيات الثلاث والإشارة في تحقيقها أن الروح الإنساني في أصل الفطرة كان مناسبا للأرواح الملكية في استماع خطاب الحق واستماع مكالمته قبل هبوط إلى العالم الجسماني، كما أخبر عنه بقوله:

ألست بربكم

[الأعراف: 172]، قالوا { بلى } وأخذ منهم العهد على هذا، ثم نبذ ذلك العهد فريق منهم بعد هبوطهم إلى العالم الجسماني بتعلقات الحيواني وتتبعات النفساني، ولما جاءهم رسول من إلهامات الحق موافق لما معهم من كتاب العهد والميثاق عند استماع الخطاب { نبذ فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله } [البقرة: 101]، الذي ألهموا والذي عاهدوا عليه { ورآء ظهورهم } [البقرة: 101]، بترك العمل به { كأنهم لا يعلمون } [البقرة: 101]، في أصل الفطرة { واتبعوا ما تتلوا الشيطين } [البقرة: 102]، النفوس { على ملك سليمن } [البقرة: 102]، الروح الذي هو خليفة الله في أرضه أي: ما حدثت به أنفسهم استهوتهم الشياطين وغرتهم به أنه من سليمان الروح { وما كفر سليمن } [البقرة: 102]، الروح { ولكن الشيطين } [البقرة: 102]، النفس والهوى { كفروا يعلمون الناس السحر } [البقرة: 102]، من تخيلات الهواجس وتمويهات الوساوس التي تملي النفس ببيان وهو بمثابة السحر لقوله صلى الله عليه وسلم:

" إن من البيان لسحرا "

{ ومآ أنزل } [البقرة: 102]، فتنة وخذلانا من العلوم { على الملكين ببابل هروت ومروت } [البقرة: 102]، أي: الروح والقلب فإنهما من العالم العلوي الروحاني أهبطا إلى أرض العالم الجسماني بالخلافة؛ لإقامة الحق وإزهاق الباطل فافتتنا بزهرة الدنيا واتباعا خداعها؛ فوقعا في شبكة الشهوات التي ركبت فيها ابتلاء وامتحانا، وشربا خمر الحرص والغفلة التي تخامر العقل وزينا ببغي الدنيا الدنيوية، وعبدا صنم الهوى وعلقا منكسين رءوسها بالالتفات إلى السفليات، وإعراضهما عن العلويات

فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم

[الصف: 5]، وفي كبتها عن استقامتها وحرما عن سماع خطاب الحق، وكشف حقائق العلوم النافعة الموجبة للجمعية ابتليا بإنزال أباطيل العلوم الضارة المؤدية إلى التفرقة مثل شبهات زنادقة الفلاسفة من قدم العالم وسلب الاختيار عن الله ونفي العلم بالجزئيات عنه وأمثال هذه الكفريات التي زلت بهما أقدام خلق كثير عظيم في الجاهلية والإسلام، وكذلك شبهات أهل الأهواء والبدع التي يكفر بها بعضهم بعضا ويقتلون عليها فإنها علوم يجب الاستعاذة منها لقوله صلى الله عليه وسلم:

" اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع "

ناپیژندل شوی مخ