تعبیر د قرآن صعوبتونو

Ibn Qutaybah d. 276 AH
94

تعبیر د قرآن صعوبتونو

تأويل مشكل القرآن

پوهندوی

إبراهيم شمس الدين

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

من أمرهما، وتضق به صدرا، ولا تغلظ لهما. والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون: أفّ له. وأصل هذا نفخك للشيء يسقط عليك من تراب أو رماد وغير ذلك، وللمكان تريد إماطة الشيء عنه لتقعد فيه. فقيل لكل مستثقل: أفّ لك، ولذلك تحرّك بالكسر للحكاية، كما يقولون: غاق غاق، إذا حكوا صوت الغراب. والوجه أن يسكّن هذا، إلا أنه يحرّك لاجتماع الساكنين، فربما نوّن، وربما لم ينوّن، وربما حرّك إلى غير الكسر أيضا. ومنه قوله تعالى: كُلَّما أَوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة: ٦٤] يريد كلما هاجوا شرّا وأجمعوا أمرا ليحاربوا النبي ﷺ سكّنه الله ووهّن أمرهم. ومنه قوله سبحانه: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: ١٥٧] . الإصر: الثّقل الذي ألزمه الله بني إسرائيل في فرائضهم وأحكامهم، ووضعه عن المسلمين. ولذلك قيل للعهد: إصر. قال تعالى: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي [آل عمران: ٨١] أي عهدي، لأن العهد ثقل ومنع من الأمر الذي أخذ له. وَالْأَغْلالَ: تحريم الله عليهم كثيرا مما أطلقه لأمّة محمد، ﷺ، وجعله أغلالا لأن التحريم يمنع كما يقبض الغلّ اليد، فاستعير. قال أبو ذؤيب «١»: فليس كعهد الدّار يا أمّ مالك ... ولكن أحاطت بالرّقاب السّلاسل وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ... سوى العدل شيئا فاستراح العواذل يقول: ليس الأمر كعهدك إذ كنا في الدّار ونحن نتبسّط في كل شيء ولا نتوقّى، ولكن أسلمنا فصرنا من موانع الإسلام في مثل الأغلال المحيطة بالرّقاب القابضة للأيدي. ومن هذا قوله: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا [يس: ٨]، أي قبضنا أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله بموانع كالأغلال.

(١) البيتان من الطويل، وهما لأبي خراش الهذلي في ديوان الهذليين القسم الثاني ص ١٥٠، وشرح أشعار الهذليين ص ١٢٢٣، ولسان العرب (عهد)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ٤٣، والأغاني ٢١/ ٥٨.

1 / 96