261

تعبیر د قرآن صعوبتونو

تأويل مشكل القرآن

پوهندوی

إبراهيم شمس الدين

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

٨٣]، أي: انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر. ومن الإسلام: متابعة وانقياد باللسان والقلب، ومنه قوله حكاية عن إبراهيم: قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [البقرة: ١٣١] . وقوله: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران: ٢٠] أي: انقدت لله بلساني وعقدي. والوجه زيادة. كما قال: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: ٨٨]، يريد: إلا هو. وقوله: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [الإنسان: ٩]، أي لله. قال زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية «١»: أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا أي: انقادت له المزن. ٢١- الإيمان الإيمان: هو التصديق. قال الله تعالى: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا أي: بمصدّق لنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ [يوسف: ١٧] وقال: ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا [غافر: ١٢]، أي: تصدّقوا. والعبد مؤمن بالله، أي مصدّق. والله مؤمن: مصدّق ما وعده، أو قابل إيمانه. ويقال في الكلام: ما أومن بشيء مما تقول أي ما أصدّق به. فمن الإيمان: تصديق باللسان دون القلب، كإيمان المنافقين. يقول الله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا [المنافقون: ٣]، أي آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم. كما كان من الإسلام انقياد باللسان دون القلب. ومن الإيمان: تصديق باللسان والقلب. يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) [البينة: ٧]، كما كان من الإسلام انقياد باللسان والقلب. ومن الإيمان: تصديق ببعض وتكذيب ببعض. قال الله تعالى: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦) [يوسف: ١٠٦]، يعني مشركي العرب، إن سألتهم من خلقهم؟ قالوا: الله، وهم مع ذلك يجعلون له شركاء. وأهل الكتاب يؤمنون ببعض

(١) البيت من المتقارب، وهو لزيد بن عمرو بن نفيل في تفسير الطبري ١/ ٣٩٣، والمعارف ص ٢٧، ومجمع البيان ١/ ١٨٧، والأغاني ٣/ ١٧.

1 / 263