تعبیر د قرآن صعوبتونو

Ibn Qutaybah d. 276 AH
171

تعبیر د قرآن صعوبتونو

تأويل مشكل القرآن

پوهندوی

إبراهيم شمس الدين

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وقوله: وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) [الذاريات: ٥٦]، يريد المؤمنين منهم. يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ [الأعراف: ١٧٩]، أي خلقنا. وقوله: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحًا [المؤمنون: ٥١]، يريد النبي، ﷺ، وحده. ومنه جمع يراد به واحد واثنان: كقوله: وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: ٢]: واحد واثنان فما فوق. وقال قتادة في قوله تعالى: إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ [التوبة: ٦٦]-: كان رجل من القوم لا يمالئهم على أقاويلهم في النبي ﷺ، ويسير مجانبا لهم، فسماه الله طائفة وهو واحد. وكان «قتادة» يقول في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ [الحجرات: ٤]: هو رجل واحد ناداه: يا محمد، إنّ مدحي زين، وإنّ شتمي شين. فخرج إليه النبي، ﷺ فقال: «ويلك، ذاك الله جل وعز» ونزلت الآية «١» . وقوله سبحانه: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء: ١١]، أي أخوان فصاعدا. قوله سبحانه: وَأَلْقَى الْأَلْواحَ [الأعراف: ١٥٠]، جاء في التفسير: أنهما لوحان. وقوله: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما [التحريم: ٤]، وهما قلبان. وقوله: أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ [النور: ٢٦]، يعني عائشة وصفوان بن المعطّل. وقال: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل: ٣٥]، وهو واحد، يدلك على ذلك قوله: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ [النمل: ٣٧] . ومنه واحد يراد به جميع: كقوله: هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ [الحجر: ٦٨]، وقوله: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ [الشعراء: ١٦] . وقوله: نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا [الحج: ٥] .

(١) أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٤٩، باب ٢، وأحمد في المسند ٣/ ٤٨٨، ٦/ ٣٩٤.

1 / 173