124

تعبیر د قرآن صعوبتونو

تأويل مشكل القرآن

پوهندوی

إبراهيم شمس الدين

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون. ومنه قول الآخر «١»: أسلمته في دمشق كما ... أسلمت وحشيّة وهقا أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط. وقال آخر «٢»: كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزّناء فريضة الرجم أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى) . وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة: ١٧١] إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص: ٧٦] أي: تنهض بها وهي مثقلة. وقال آخر في قوله سبحانه: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) [العاديات: ٨] أي: وإن حبّه للخير لشديد. وفي قوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤] أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير. وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله ﷿ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.

(١) يروى صدر البيت بلفظ: أسلموها في دمشق كما والبيت من المديد، وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص ١٢٨، والأضداد لابن الأنباري ص ٨٦، والوساطة ص ٤٨٢، وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ١١٨. (٢) البيت من الكامل، وهو للنابغة الجعدي في ديوانه ص ٣٥، ولسان العرب (زنى)، وبلا نسبة في معاني القرآن للفراء ١/ ٩٩، ٣١١، وأمالي المرتضى ١/ ١٥٥، وسر الفصاحة ص ١٠٦، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٢، ومجاز القرآن ١/ ٣٧٨، وخزانة الأدب ٤/ ٣٢، والإنصاف ١/ ٣٧٣.

1 / 126