260

ويتلو ذلك قول أبى جعفر محمد بن على صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلاة الجمعة فريضة والاجتماع إليها مع الإمام العدل فريضة فذلك فى الظاهر كذلك وتأويله أن صلاة الجمعة كما ذكرنا مثلها مثل دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وهى دعوة الأئمة من ذريته لأنهم كما ذكرنا إلى دعوته يدعون فإقامتها على أئمة العدل فرض عليهم واجتماع الناس إليها إذا أقامها الإمام فريضة عليهم.

ويتلو ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: فمن ترك ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض ولا يترك ثلاث فرائض من غير عذر ولا علة إلا منافق، فذلك فى الظاهر كذلك وتأويله فى الباطن ما قد تقدم القول به من ترك السعى إلى مجالس الحكمة وحضورها.

ويتلو ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: يوم الجمعة من السنة فلا تدعه، وليكن غسلك قبل وقت الزوال الغسل، فهذا فى الظاهر يستحب وليس بفرض واجب وتأويله أنه يستحب للمؤمن أن يتطهر بالتوبة وأفعال الخير فى دعوة الحق وإن كان طاهرا من الذنوب.

ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليتطيب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة أهله، فالتطيب يوم الجمعة فى الظاهر مستحب ومثله فى الباطن مثل العلم، ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل القلب الذي فيه إيمان بلا علم مثل التمرة طيب طعمها لا رائحة لها، ومثل القلب الذي لا علم فيه ولا إيمان مثل الحنظلة خبيث ريحها ومر طعمها، ومثل القلب الذي فيه علم بلا إيمان مثل الآس طيب ريحه خبيث طعمه، ومثل القلب الذي فيه علم وإيمان مثل الأترجة طيب طعمها وطيب ريحها ومثل جراب المسك طيب إن أوكيته طيب إن فتحته فمثل الطيب بالعلم، وتأويل قوله ليتطيب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة أهله طلب علم ظاهر الشريعة المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرنا أن مثله مثل يوم الجمعة ولو أن يأخذ ذلك إذا كان ثابتا عنه صلى الله عليه وسلم من المستفيدين منه الذين هم مثل أهله فى الباطن مما وعوه عن أولياء الله وأثروه عنهم وجمعوه ذلك مثل القارورة لأن الطيب فيها يجمع وهى وعاؤه.

ويتلو ذلك ما جاء عن أبى جعفر محمد بن على صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تدع يوم الجمعة الطيب ولباس صالح ثيابك فهذا مما يجب استعماله فى الظاهر، وتأويل ما قد تقدم القول به من أن مثل الطيب مثل العلم الباطن ومثل الثياب مثل الظاهر

مخ ۳۰۶