244

الكسل وينبغى للمصلى ألا يكسل فى صلاته وأن يقبل عليها باجتهاد منه ونية فيها، وكذلك يجب الإقبال على باطنها وهى دعوة الحق بالنية والاجتهاد ورفض الكسل والعجز فى ذلك، والتثاؤب فى الظاهر فغر الفم وحشو الريح به وإخراجه بعد ذلك من قبل الصدر وذلك كاللهث الذي ذكرنا أن مثله مثل الكلام الفاسد وذلك منهى عنه فى دعوة الحق كما ذكرنا.

ويتلو ذلك ما جاء عن أبى جعفر محمد صلى الله عليه وسلم من كراهة التثاؤب والتمطى فى الصلاة، فالتمطى أيضا فى الصلاة الظاهرة من التهاون بها والكسل فيها وليس من أعمالها، فكذلك لا ينبغى التهاون بدعوة الحق ولا العمل بغير أعمالها وقيل هذا ما جاء عن على صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم وشدة التثاؤب فى الصلاة فإنها عوية الشيطان وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فى الصلاة، والعطاس لا يكون إلا عن يقظة فى الظاهر ونشاط فاستحب ذلك فى الصلاة الظاهرة، ومثله فى الباطن مثل قبول العلم عند وروده.

ومن ذلك ما جاء فى الحديث أن آدم عليه الصلاة والسلام لما نفخ الله فيه الروح عطس، فقال الحمد لله، فقالت الملائكة رحمك الله فصار ذلك سنة فى الناس، ومنه أن المولود إذا ولد واستنشق الهواء عطس.

ويتلو ذلك ما جاء عن على صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا عطس أحدكم فى الصلاة فليعطس كعطاس الهرة رويدا يعنى أنه يخفض بذلك صوته ما أمكنه، وكذلك يجب استعمال ذلك إذا عرض العطاس فى ظاهر الصلاة وتأويل ذلك أن قبول العلم عند وروده إنما يكون بالقلب والنية؛ والقول بذلك باللسان إذا لم يكن معه اعتقاد لم ينفع شيئا وقيل ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تثاءب وهو فى الصلاة ردها بيمينه، وهكذا يجب لمن اعتراه التثاؤب فى ظاهر الصلاة أن يضع يده اليمنى على فيه ويرد ذلك ويخفيه ما قدر عليه، ومثله فى الباطن أن من عرض له كلام فاسد فى دعوة الحق بادر إلى قطعه بما قدر عليه وأمكنه من علم الإمام ومثله مثل اليمنى.

ويتلو ذلك قول الصادق صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عطس فى الصلاة فليحمد الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم فى نفسه، تأويل ذلك أنه من أفيد

مخ ۲۹۰