238

إليه والكون معه لأنهم كذلك كانوا بنياتهم لو وجدوا سبيلا إليه، وقد ذكرنا فيما تقدم ما توجبه النيات من مثل ذلك وفى هذا الباب أخبار كثيرة توافق ما ذكرنا منه[1] حذفنا ذكرها اختصارا لما كانت من معنى ما ذكرناه وفيه وجوه من الدعاء كثيرة وتأويل الدعاء كما قدمنا ذكره الدعاء إلى دعوة الحق والدعاة فى ذلك يختلف معانيهم فيما يعاملون به المستجيبين من لفظهم بقدر ما فيهم من البلاغة والتقصير والتخلف، وذلك تأويل اختلاف وجوه الدعاء فى الظاهر والمراد بجميعه السؤال والطلب والرغبة إلى الله فى وجوه ما يسأله من يدعوه وكذلك المراد بدعوة الحق وإن اختلفت معانى الدعوة فيها التقرب إلى الله والتوسل إلى فضله بها كما يتوسل بالدعاء إليه من يدعوه فى الظاهر، فافهموا التأويل أيها المؤمنون فتح الله لكم فى فهمه وعلمه والعمل به بفضل رحمته وأمنه، وصلى الله على محمد نبيه وعلى الأئمة من أبرار عترته وسلم تسليما.

المجلس السادس من الجزء الخامس: [فى ذكر الكلام]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الأزلى بلا حد فى الأزلية محدود، والباقى إلى غير نهاية أمد فى البقاء معدود، وصلى الله على أفضل البرية، محمد نبيه والأئمة من عترته المرضية، وإن الذي يتلو ما تقدم ذكره من تأويل ما فى كتاب دعائم الإسلام:

ذكر الكلام والأعمال فى الصلاة: الكلام فى ظاهر الصلاة بغير ما حد فيها من التكبير والتسبيح والقراءة والدعاء لا يجوز وكذلك لا يجوز فيها من الأعمال إلا ما يقام بها حدودها، وتأويل ذلك ما قد تقدم ذكره من أنه لا يجوز فى باطنها التى هى دعوة الحق من استجاب إليها وأخذ عليه ميثاقها أن يتكلم بشيء مما سمعه من سرها الذي أمر بكتمانه حتى يؤذن له فى ذلك وكذلك لا يعمل فيها عملا إلا ما يقيم به حدودها التى أمر بإقامتها فهذه جملة القول فى ظاهر الكلام والأعمال فى ظاهر الصلاة وباطنها.

ويتلو ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تكلم فى صلاته أعاد، فهذا هو الحكم فى ظاهر الصلاة أن من تكلم بعد أن أحرم فيها قطعها واستقبل الصلاة من أولها، وتأويل ذلك أن من دخل فى دعوة الحق المستورة التى

مخ ۲۸۴