وأن مثل ذلك الإقرار بالإمام والحجة والنطقاء السبعة إذ كان مثل اليدين مثل الإمام والحجة ومثل السبعة المنافذ التى فى الوجه وهى العينان والأذنان والمنخران والفم مثل السبعة النطقاء فكذلك يجب فى طاعة إمام الزمان الإقرار بهم وغير ذلك من الذي تقدم ذكره فمعناه التمكن فى الطاعة كما ذكرناه.
ويتلو ذلك أنه يقول[1] فى السجود: سبحان ربى الأعلى ثلاث مرات وأنه قد جاء بعد ذلك من القول عن الأئمة صلى الله عليهم وسلم ما جاء من وجوه كثيرة من ذلك قوله: اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت وأنت ربى وإلهى سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره الحمد لله رب العالمين .
ومما جاء أن يقال بين السجدتين: اللهم اغفر لى وارحمنى واجبرنى وارفعنى وأن يعتمد عند القيام على اليدين وهما مبسوطتان ويقول اللهم بحولك وقوتك أقوم وأقعد فهذا مما يؤمر به فى ظاهر الصلاة، وتأويله فى باطنها دعوة الحق وقد تقدم فى ذكر الركوع وما يقال فيه وبعده والاعتماد على اليدين عند السجود وذلك مثل هذا سواء.
ويتلو ذلك ما جاء عنه فى التشهد فى الصلاة وتأويله ما قد تقدم القول به، وأنه سؤال من وصل إلى حدود دعوة الحق التى إذا وصل إليها المستجيب وكان ممن يستحق الإطلاق أطلق له فى المفاتحة وحل من الإحرام فيسأل فى ذلك ولى أمره ويرغب إليه فيه ومن ذلك ما يقال فى التشهد، التحيات لله، والتحيات جمع تحية والتحية فى لغة العرب الملك فعرض المصلى فى تشهده بذكر ذلك إذ كان مراده بالمسألة أن يملكه الله أمر نفسه وأمر غيره بإطلاقه من الإحرام وأن يصير إلى حد من يدعو غيره إلى مثل ما دعا إليه وذلك من الملك. وقيل إن التشهد خطبة الصلاة، وفى اللغة إن خطبة الرجل المرأة هى مصدر الخاطب يقولون فلان يخطب فلانة خطبة ويخطب الولاية ويخطب الرئاسة أى يطلب ذلك، فكذلك تأويل التشهد فى الصلاة طلب الدرجة التى تقدم ذكرها.
ويتلو ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: فإذا قضيت التشهد فسلم عن يمينك وعن شمالك تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتأويل ذلك أن تسليمه عن يمينه مثله مثل التسليم للأئمة والسلام عليهم، ومثل تسليمه
مخ ۲۸۱