211

الصلاة فى الظاهر مراتب أهل دعوة الحق فى الباطن وأن الصف الأول منها مثله مثل مرتبة السابقين إليها من المؤمنين الذين زكت أعمالهم وأوجبت لهم التقدمة على غيرهم ثم كذلك أمثال صفوف الصلاة فى الظاهر أمثال مراتب أهل دعوة الحق أولا فأولا وذكرنا أن مرتبة من يقوم عن يمين الإمام مرتبة حجته الذي تصير إليه الإمامة من بعده ومرتبة من يلى الإمام فى الظاهر من أهل الصف الأول مرتبة النطقاء[1] فى الباطن، فتأويل ما جاء فى هذا الخبر من قيام من يقوم بحذاء الإمام إذا لم يجد فى الصف موضعا إنما يعنى به فى الباطن مرتبة الحجة.

وقوله ولا يعاند الصف، تأويله ألا يعاند أهل السبق بأن يدخل فى جملتهم وقد أبانه الله بالفضل بالتقدم عليهم.

ويتلو ذلك قول أبى جعفر محمد بن على صلى الله عليه وسلم ينبغى للصفوف أن تكون تامة متواصلة بعضها إلى بعض، فيكون بين كل صفين قدر مسقط جسد الإنسان إذا سجد وأى صف كان أهله يصلون بصلاة الإمام بينهم وبين الصف الذي تقدمهم أقل من ذلك فليس تلك الصلاة لهم بصلاة فهذا فى ظاهر الصلاة هو الواجب ولا يجوز صلاة من صلى فى صف لا يتمكن فيه من الركوع والسجود وإذا لم يكن بين كل صفين قدر مسقط جسد الإنسان إذا هو سجد لم يصل أهل الصفوف إلى السجود على الأرض وإذا لم يصلوا كذلك لم تكن لهم صلاة، ومثل ذلك فى التأويل ما تقدم القول به من أن مثل الصفوف فى ظاهر الصلاة مثل مراتب أهل الدعوة، وبين كل مرتبتين منها حد الطاعة التى مثلها مثل السجود لأهل الرتبة الثانية التى تليها ومن تلك الطاعة وقوفهم عند الحدود المحدودة لهم وأنهم متى تجاوزوها[2] لم تكن لهم طاعة كما لا يصل إلى السجود من تجاوز حده من أهل الصف إلى الصف الذي بين يديه فى الصلاة الظاهرة ولا تكون له صلاة وكذلك لا يكون فى الباطن من أهل دعوة الحق من تعدى حده فيها وتجاوزه إلى غيره.

ويتلو ذلك قول محمد بن على صلى الله عليه وسلم: ليكن الذين يلون الإمام أولو النهى والأحلام فإن تعايا لقنوه.

مخ ۲۵۷