مما يجب اعتقاده للداعى الحقيقى.
ويتلو ذلك ما جاء عن أبى جعفر محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تصلوا خلف ناصب، ولا كرامة له إلا أن تخافوا على أنفسكم أن تشهروا أو يشار إليكم فصلوا فى بيوتكم ثم صلوا معهم واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا تأويله ما قد تقدم القول فيما قبله.
وقوله صلوا فى بيوتكم ثم صلوا معهم واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا مثله أن تكون الدعوة أعنى دعوة الحق كانت بمكان لبعض الدعاة فغير وبدل وخالف إمام زمانه وتغلب على موضعه وأظهر الدعوة إلى الإمام بحسب ما كانت وقد قبض الإمام يده عن ذلك أو تغلب على مكان ممن لم يؤذن له فى الدعوة فجعل يدعوه إلى ولى الزمان فينبغى لمن خاف جانبه ممن دعى إلى دعوته أن يقبل على من يدعو إلى ولى الزمان فى ذلك المكان بأمره وإن كان مستورا فيدخل فى دعوة الإمام على يديه ويعتقد ذلك ثم يدخل فى جملة أهل دعوة هذا المتغلب فى ظاهر أمره ولا يعتقدها دعوة حق إلا ما كان فيها من اعتقاد إمامة ولى الزمان.
ويتلو ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب أنه صلى بالناس صلاة الفجر فلما قضى الصلاة أقبل على الناس فقال: أيها الناس إن عمر صلى بكم الغداة وهو جنب فقال له الناس فما ذا ترى؟ فقال أرى أن على الإعادة ولا إعادة عليكم فقال له على صلى الله عليه وسلم بل عليك الإعادة وعليهم إن القوم بإمامهم يركعون ويسجدون فإذا فسدت صلاة الإمام فسدت صلاة المأمومين، تأويله أن الداعى إذا سها عن شيء من أمر دعوة أو أحدث فيها حدثا كان عليه وعلى أهل دعوته أن يتلافوا ذلك السهو وأن يصلحوا ذلك الحدث حتى يكون الأمر فى ذلك على الواجب ولا يقيم ذلك الداعى ولا أحد من أهل دعوته على ما أحدثه أو سها عنه وإن تلافى هو ذلك وأصلحه لم يكن ذلك يجزى عن أهل الدعوة أن يكونوا عليه حتى يصلحوا ما تأدى إليهم عنه واتبعوه عليه من ذلك فى حال سهوه وحدثه ما تلافاه هو وأصلحه لنفسه وإذا فسدت دعوته فسد بفساد ذلك ما أخذ منها أهلها عنه كما يكون ذلك فى ظاهر الصلاة التى باطنها دعوة الحق.
ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: يؤمكم أكثركم
مخ ۲۴۲