هؤلاء من دخول المسجد، والصابئون قوم قيل إن دينهم شبيه بدين النصارى إلا أنهم ليسوا منهم وهم يزعمون أنهم على دين نوح وقبلتهم التى يصلون إليها نحو مهب الجنوب؛ والصابئ فى لغة العرب الخارج من دينه إلى دين آخر، يقولون صبأ فلان إذا خرج من دين ودخل فى دين آخر. وكذلك كانوا يقولون للرجل إذا أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صبأ فلان، وتأويل ذلك أن أهل هذه الصفة فى الظاهر لا يجوز لهم الدخول فى دعوة الحق ولا لمن يلى أمرها أن يدخل أحدا منهم فيها وهو على حالته تلك ولا أن يحضر أحدا منهم مجلسا من مجالس الدعوة ولا أن يسمع شيئا من الحكمة ما دام على حالته تلك حتى يخرج منها إلى ما يوجب دخوله دعوة الحق، ولكل فريق منهم مثل قد جاء فيما رواه الخاص والعام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مثل باليهود وبالنصارى فرقتين من فرق الأمة فقال صلى الله عليه وسلم: المرجئة يهود هذه الأمة وهم أشد عداوة لنا من اليهود والنصارى.
ورووا عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: الرافضة نصارى هذه الأمة
ورووا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلى صلى الله عليه وسلم: لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتى ما قالت النصارى فى المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من المسلمين إلا أخذوا من تراب قدميك وفضل طهورك؛ ورووا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلى صلى الله عليه وسلم فيك يا على مثل من المسيح غلت فيه النصارى فزعموا أنه إله مع الله، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وقصرت اليهود حتى زعموا أنه لغير رشدة. فأما الأرجاء فكل الفرق تدفع أن يكون لقبا لها وكثير منهم يلزمه غيره ممن خالفه منهم إلا أنهم كلهم فرق العامة وليس أحد منهم ينسب هذا اللقب إلى أحد من أهل دعوة الحق.
وأما الرافضة فهم يزعمون أنهم قوم من الشيعة غلوا فى القول فى على صلى الله عليه وسلم، وبعض الشيعة يقبل هذا اللقب ويدفع ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله الرافضة نصارى هذه الأمة ويزعم القائلون بذلك أنهم إنما سموا الرافضة لرفضهم الباطل وأن قوما من أمة موسى كانوا على الحق يسمون الرافضة فسموا بهم، والكلام فى شرح أخبار هؤلاء يطول وليس هو مما قصدناه فنذكره وإنما أردنا ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمثيله قوما من هؤلاء الأمة باليهود
مخ ۲۳۲