فى التأويل مثل المستجيب المأخوذ عليه عهد دعوة الحق ومثل الأذان ما ذكرناه من الدعاء إلى ظاهر دعوة الحق والإقامة الدعاء إلى باطنها وما فى اللفظ فى الأذان من الشهادة والإخلاص والتوحيد وذلك ينبغى توقيف المستجيب عليه وتقريره عنده.
ويتلو ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولتكم الغيلان فأذنوا بالصلاة، فالغيلان فى اللغة السعالى تقول العرب هم سحرة الجن ويقولون تغولتهم الغيلان إذا ضلوا عن الطريق أى أضلتهم سحرة الجن عن المحجة فسحرة الجن فى التأويل هم الذين مرقوا من أهل الباطن عن الدين وخلعوا ربقته من أعناقهم واستحلوا ما حرم عليهم وأباحوا ما نهوا عنه وزينوا ذلك لغيرهم بتحريف الكلم عن مواضعه وتلبيس الحق بالباطل كما وصف الله أمثالهم فأضلوا بذلك من استمالوه عن سبيل الحق فذلك هو السحر فى التأويل والصد عن سواء السبيل فأمر رسول الله صلى الله عليه عند غلبة هؤلاء على الناس واستفاضة سحرهم فيهم وصدهم إياهم بإقامة الدعوة فيهم ليحييهم ويهداهم من ضلال المضلين لهم، والجن كما ذكرنا فى التأويل أهل الباطن والستر والكتمان وهم أهل دعوة الباطن والاجتنان الاستتار والغيلان كما قيل سحرتهم وهم الذين وصفنا حالهم ممن بدل وغير منهم وهم كثير فى كل زمان وأوان.
ويتلو ذلك ذكر المساجد:
فالمساجد فى الظاهر البيوت التى يجتمع الناس إليها للصلاة فيها وهى على طبقات ودرجات فأعلاها المسجد الحرام ومثله مثل صاحب الزمان من كان من نبى أو إمام ومثل الأمر بالحج والسعى إليه من أقطار الأرض مثل واجب ذلك على الناس لولى زمانهم أن يأتوه من كل أفق من الآفاق، ومثل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الحجة وكذلك على الناس أن يأتوه كما يأتون المسجد الحرام، ومثل مسجد بيت المقدس مثل بابه أكبر الدعاة وبابهم ويسمى باب الأبواب؛ وجوامع الأمصار أمثالها أمثال النقباء وهم أكابر الدعاة أصحاب الجزائر ومساجد القبائل أمثالها أمثال دعاة القبائل على مقاديرهم كمثل المساجد فى فضلها وفضل بعضها على بعض وسعتها وضيقها كذلك الدعاة منهم مشهورون بالفضل وبعضهم أفضل من بعض وأوسع علما. وفى هذه البيوت الظاهرة والباطنة قول الله:@QUR014 «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال
مخ ۲۲۵