174

أهل الدعوة الباطنة التى مثلها مثل الإقامة استجاب له من يكون أيضا مملكا من الأمر مثل ذلك.

وأما قوله إنه لا بد فى صلاة المغرب وصلاة الفجر من أذان وإقامة، فتأويل ذلك ما قد تقدم القول به أن مثل صلاة المغرب مثل أول دعوة الباطن ومثل صلاة الفجر مثل دعوة المهدى عليه الصلاة والسلام، فلا بد فى ابتداء دعوة الباطن من البيان على أن الفرض على العباد إقامة الظاهر والباطن وإن دعوا إلى دعوة الباطن وحدها لئلا يروا أن الظاهر قد سقط عنهم، وكذلك يجب ذلك فى دعوة المهدى عليه الصلاة والسلام وما يتصل بها من دعوة الأئمة من ذريته أن يبين مثل ذلك فيها ليعلم من دعى إليها أن ذلك من الواجب عليهم إقامته.

ويتلو ذلك ما جاء عن على صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا بأس أن يصلى الرجل بنفسه بغير أذان ولا إقامة، تأويل ذلك أن من تذكر ما عاهد الله عليه وعاتب نفسه فيه وأخذ بإقامة ما يجب عليه منه فليس عليه أن يدعو غيره إلى ذلك إذا لم يكن ممن أطلق له أن يدعو غيره وإذا أوصى بمثل ذلك إخوانه ووعظهم فذلك حسن وفيه له ثواب قال تعالى:@QUR03 «وأتمروا بينكم بمعروف» وقال:@QUR04 «وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» [1] وكذلك من صلى لنفسه فى الظاهر وحده فإن أذن وأقام كان ذلك أحسن وله فيه ثواب وإن لم يكن ذلك يجب عليه فرضا من المندوب إليه والمرغب فيه كما أن ذلك كذلك فى الباطن الذي ذكرناه.

ويتلو ذلك ما جاء عنه أنه قال لا أذان إلا لوقت، وعن الصادق صلى الله عليه وسلم أنه قال لا بأس بالأذان قبل طلوع الفجر ولا يؤذن لصلاة حتى يدخل وقتها والأذان فى الوقت لكل الصلوات[2] الفجر وغيرها أفضل ظاهر ذلك معروف وباطنه أنه لا يدعى إلى إمام حتى تصير الإمامة إليه، ورخص فى الدعاء إلى المهدى صلى الله عليه وسلم فى حياة الإمام قبله وقد كان ذلك لتأكيد أمره والبشرى به ودعوته بعد أن صار الأمر إليه أفضل مما تقدم قبلها إذ لم يكن بد من الاستجابة له بعد قيامه وإن استجيب له قبل ذلك.

ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن بلالا كان يؤذن

مخ ۲۲۰