أيضا فى الدعوة الظاهرة التى هى دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ويقوم بها كل إمام من بعده براءة من ذلك للناطق والإمام والإقامة مثل لدعوة الحجة التى هى الدعوة الباطنة فكان قوله لا إله إلا الله فى آخرها مثلا للبراءة وحده من الألوهية أن تدعى له إذا كان مثل الإقامة مثل دعوته خاصة فى هذا مثل الأذان وتأويله فى هذا الحد إلى حيث انتهى القول فيه.
ويتلو ذلك قول على صلى الله عليه وسلم يستقبل المؤذن القبلة فى الأذان والإقامة فإذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح حول وجهه يمينا وشمالا، تأويل ذلك أن المؤذن كما ذكرنا مثله مثل الداعى إلى صاحب زمانه والقبلة مثلها مثل صاحب الزمان واستقبال المؤذن القبلة مثله مثل استقبال الداعى بالدعوة إلى إمام زمانه الذي يدعو إليه والإشارة إليه بالدعوة وأنها إليه وتحويله وجهه يمينا وشمالا عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح إقبال منه بالدعاء على من يدعوه من الناس إلى ذلك الإمام.
ويتلو ذلك ما جاء عن الصادق صلى الله عليه وسلم أنه قال يرتل الأذان ويحدر الإقامة، تأويل ذلك ما قد تقدم القول به أن مثل الأذان مثل الدعاء إلى الناطق وذلك يتأنى فيه ويتمهل حتى يستجيب له كل نافر وشاسع ومثل الإقامة مثل الدعاء إلى الحجة وإنما يدعى لذلك من أقر بالناطق فيرمزون بالمسارعة إليه ويستحثون فى ذلك وكذلك السنة فى ظاهر الأذان أن يرتل وفى الإقامة أن تحدر مثلا ودليلا على باطن ذلك الذي ذكرناه.
ويتلو ذلك قوله عليه الصلاة والسلام أنه لا بد من فصل بين الأذان والإقامة تأويل ذلك أنه لا بد من فترة ومهلة بين دعوة الناطق ودعوة الحجة ولا تكونان معا فى وقت واحد ولا تقوم دعوة الحجة إلا بعد أن يقوم دعوة الناطق ويتمكن أمره فحينئذ يقيم حجته إذا تهيأ له أن يقيمه.
ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول فإذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح حي على خير العمل قال لا حول ولا قوة إلا بالله، تأويل ذلك ما قد تقدم القول به أن مثل التكبير والتهليل فى الأذان مثل الناطق وحجته والشهادة بأن لا إله إلا الله أعلى وأعظم وأجل وأكبر منهما وأنهما عبدان من عباده مربوبان وأنه عز وجل هو الإله وحده لا إله غيره
مخ ۲۱۷