فإن قلت: إن لفظ (الوهيم) قد استعمل في اللغة العبرانية - وخصوص التوراة - بالجمع أيضا، فهو لا يعدو أن يكون مشتركا بين الواحد والجمع.
قلت: إذن لهفي عليك وعلى إدراكك البشري، إذ صرت تحتج في دينك ومعرفتك بإلهك بلفظ مشترك، وتتشبث به لهذه الدعوى التي يستهزئ بها العقل، ويطردها الوجدان، ويجرها الامتناع إليه من تلابيبها.
NoteV00P051N14 وأما تشبثك بقول توراتكم: (وقال الإله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا.. الإنسان صار كواحد منا.. تعالوا ننزل ونبلبل هناك لسانهم).
فقد أبيت فيه إلا أن تواسي المتسمي بعبد المسيح في أوهامه أو تجاهله في تشبثه بقول الأصل العبراني (نعسه آدام) وغفلته أو تغافله عن أن توراتكم العبرانية - زيادة على ما أشرنا إليه من غلطها في الكتابة - قد تفاحش فيها الاضطراب في شأن الضمائر، إفرادا وجمعا، وتذكيرا وتأنيثا، وكم حذفت هاء التأنيث في المؤنث! وكم أبدلت حرفا بحرف! وكم زادت ونقصت في الحروف! وزادت كلمة برأسها كما فضحها بذلك الحواشي ومراغمة التراجم بالمخالفة لأصلها.
كما كثر اضطرابها في شأن الفعل وهيئته، فتارة تقول فيما تعريبه:
(ارتحلوا ويرتحلون): (يسعو) بالياء (62) وتارة تقول: (نسعو) بالنون (63).
مخ ۵۱